أحدثت الحميات التى ظهرت مؤخرًا بولايتى جنوب ووسط دارفور ربكة وقلقًا متزايدًا في نفوس الأهالي بالمناطق التي ظهرت فيها وذلك في الحزام الحدودي بين الولايتين وكانت أول حالة مبلغ عنها طبقًا للوبائيات بجنوب دارفور فى 30/9/2012م بداية ظهور تلك الحميات بمناطق محلية نرتتى بوسط دارفور ثم تمددت الى مناطق بمحليات شرق الجبل ومرشنج وجزء من مناطق كاس بجنوب دارفور الى ان اعلنتها الصحة الاتحادية بأنها الحمى الصفراء بعد ان تم تحليل العينات التى تم ارسالها من قبل القائمين بأمر طوارئ الوبائيات بوزارة الصحة بالولايتين وظهر المرض فى بداياته وسط العرب الرحل وحسب السلطات الصحية ان مرض الحمى الصفراء ينتقل عن طريق بعوض يسمى الزاعجة المصرية يوجد فى جزء من الغابات والجبال حول مناطق نيرتتى وبالفعل قد اعلنت وزارة الصحة الاتحادية يوم الاربعاء الماضى فى تعميم صحفى لها ان نتائج الفحص المعملى أظهرت ان المرضى مصابون بالحمى الصفراء بولايتي جنوب ووسط دارفور بلغ عددهم «84» مصابًا ووفاة «32» منها وكشفت الوزارة عن تحضيرات تجريها لقيام حملة تطعيم ضد الحمى الصفراء وأنها اتخذت جملة من الإجراءات مع الولايتين من خلال توفير الأدوية المطلوبة ومشتقات الدم اللازمة لعلاج الحالات فضلاً عن وضع خطة متكاملة لمكافحة البعوض الناقل بالمناطق المستهدفة، بينما أشارت منظمة الصحة العالمية أن وزارة الصحة السودانية أخطرتها بانتشار المرض فى مناطق أزوم، ونيرتتى وادى صالح وزالنجى بجانب كاس ومرشنج، واضاف بيان للمنظمة ان وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية يسعون جاهدين للحد من انتشار المرض وأنه ليس هناك علاج للمرض المنتشر فى مناطق افريقيا الاستوائية لكن يمكن الوقاية منه من خلال استخدام الناموسيات واستخدام المبيدات الحشرية، وشددت الصحة العالمية على ان التطعيم خطوة اساسية للحد من انتشار الحمى الصفراء، بينما كشف وزير الصحة بولاية وسط دارفور عيسى محمد موسى عن تبليغ «84» حالة اصابة بالحمى الصفراء توفى منها «41» وأشار عيسى فى تصريحات صحفية عن قيام الوزارة بحملات رش للقضاء والحد من النواقل المسببة للمرض الى جانب تكثيف التثقيف الصحى الى جانب عمل عنابر عزل للحالات التى تصلهم من الفرقان بمناطق الجبل الاحمر لافتًا الى انهم عملوا اجراءات وقائية اولية للحد من انتشار المرض مؤكدًا ان الوضع تحت السيطرة مشيرًا الى وجود مساعٍ بين وزارة الصحة الاتحادية والولائية والصحة العالمية لتطعيم كل المواطنين ولم يستبعد مدير الوبائيات بجنوب دارفور على ميرغنى الخطورة التى تحدث من خلال حركة الرعاة فى العودة من الشمال نحو الجنوب بانتقال العدوى اذا لم تتم مكافحة الناقل حتى لا يتحرك مع البادية، وقال انهم لذلك وضعوا خطة لتطعيم المواطنين على طول المراحيل والمسارات الممتدة بالولاية من الشمال نحو الجنوب بجانب تطهير كافة مناطق وجود البادية الموجودة حاليًا قبل تحركها نحو جنوب الولاية تفاديًا لنقل العدوى، بجانبه قال مدير الوبائيات بالنيابة بالصحة الاتحادية د. منتصر محمد عثمان ان الصحة الاتحاية دفعت بمعينات طبية لمستشفيات نيالا ووسط دارفور وان زيارتهم تأتي لتأكيد التزام الصحة القومية بكل التدخلات التى من شأنها الحد من نسبة انتشار المرض والوقوف على النواقص التى تحتاج إليها تلك الولايات، وقال انهم اطمأنوا إلى جهود الولاية فى حملات الرش بالمناطق القادمة من الاصابات بجانب مراكز العزل بالمستشفيات لكنه اشار الى ان حملة التطعيم المزمع قيامها ستكون الوقاية الشاملة من المرض منوهًا بتمركز الاصابات فى القرى والمناطق الرعوية والتى تعتبر مناطق الحزام وتتكون من «16» محلية عبارة عن محليات تماس بين ولايتين وسط وجنوب دارفور وافريقيا الوسطى وتشاد لافتًا الى ان هنالك دعمًا من وزارة الصحة الاتحادية لتدريب الكوادر والتثقيف مطالبًا التأمين الصحى والمنظمات بالدعم للحد من انتشار المرض داعيًا الى استخدام الكلور للمياه الى جانب عمل توعية للمواطنين عن الأعراض بغرض الفحص وتقليل الهلع والخوف وسط المواطنين، وحسب فريق مكافحة الناقل بالصحة الاتحادية الذى قدم لنيالا.