سيطرالذعر والخوف على مواطني ولايات دارفور في اعقاب وفاة من «60» واصابة اكثر من «120» شخصاً بالحمى الصفراء التى اجتاحت مناطق واسعة من انحاء دارفور. والانتشار المفاجئ للمرض أدى الى مصرع العديد من المواطنين واصابة إعداد كبيرة من ماشيتهم. وحالة من الهلع ادت الى ارباك وشل حركة المواطنين وتواصلهم بين القرى والارياف، علاوة على العزوف عن تناول اللحوم، فى الوقت الذى أرسلت فيه السلطات الصحية عدداً من فرق العمل نحو القرى والارياف لرش البرك والمستنقعات واماكن توالد الباعوض الذى يتسبب فى نقل المرض، مع تكثيف اعمال الرش بولاية وسط دارفور في محاولة للسيطرة على المرض. وزير الصحة المكلف بولاية غرب دارفور أحمد إسحاق قال ل «الصحافة» ان جملة الاصابة بالحمى الصفراء بولاية غرب درافور بلغت «36» اصابة، بينها «14» حالة وفاة، وفي منطقة مورنى تم رصد « 6» وفيات وفقاً لتقرير الوزارة، وفى هبيلة هنالك «10» اصابات بينها «6» وفيات، وفي مستشفى الجنينة تم الكشف عن «8» حالات اصابة بينها حالتا وفاة. واشار وزير الصحة المكلف بغرب دارفور الى ان هذه الحميات ظهرت قبل شهرين بمناطق شرق الجبل وولاية وسط دارفور، وتم أخذ عينات للخرطوم بغرض التشخيص الذي أفاد بأنها «حمى صفراء» وهى أمراض غابية تنتشر وسط القرود وتنتقل عبر الباعوض من القرود الى الانسان ومن الانسان للحيوان، ولفت الى ان معظم الحالات جاءت من الارياف والمناطق الطرفية البعيدة، مما دفع السلطات الصحية الى تنظيم حملات للرش في كافة الولاية لمكافحة المرض. وفي ولاية وسط دارفور كشف وزير الصحة عيسى محمد موسى عن «84» حالة اصابة بالحمى الصفراء توفى منها «41» حالة، وكشف عيسى للصحافيين أمس عن قيام الوزارة بحملات رش للقضاء والحد من النواقل المسببة للمرض، الى جانب تكثيف التثقيف الصحى، مشيرا الى وصول معينات من وزارة الصحة الاتحادية لبنوك الدم، الى جانب عمل عنابر عزل للحالات التى تصلهم من الفرقان بمناطق الجبل الاحمر، لافتاً الى ان الوزارة قامت باجراء وقائي للحد من انتشار المرض وبات الوضع تحت السيطرة، مشيرا الى وجود مساع بين وزارة الصحة الاتحادية والولائية والصحة العالمية لتطعيم كل المواطنين. وفي ولاية جنوب دارفور أشار وزير الصحة أحمد الطيب الى اصابة «8» مواطنين بالحمى الصفراء توفى منهم «6»، ولفت احمد الطيب الى قيام حملة شاملة لتطعيم كل المواطنين من عمر سنة فما فوق خلال اسبوعين، إلى جانب تكثيف الجهود لرش مناطق الحزام وتطهير كل مناطق الولاية بالرش ووضع التحوطات اللازمة، فضلاً عن وصول فريق فنى متكامل من المركز. ومن جهته أكد مدير ادارة الوبائيات الاتحادية بالانابة الدكتور منتصر محمد الحسن، أن الحالات الموجودة فى جزء من وسط دارفور عبارة عن حمى صفراء، وتم تأكيد ذلك بواسطة المعمل القومى، وينتقل المرض عن طريق باعوض يسمى الزاعجة المصرية التي توجد فى جزء من الغابات والجبال حول مناطق نيرتتى، كاشفا عن دعم الوزارة الاتحادية لمستشفى نيالا ببعض الادوية وتخصيص غرف لعزل المصابين، مؤكداً عدم اكتشاف اية اصابات فى المدينة، اذ تتمركز الاصابات فى القرى والمناطق الرعوية التى تعتبر مناطق حزام ومحليات تماس بين ولايتي وسط وجنوب دارفور وافريقيا الوسطى وتشاد، لافتاً الى ان هنالك دعماً من وزارة الصحة الاتحادية لتدريب الكوادر والتثقيف، مطالباً التأمين الصحى والمنظمات بالدعم للحد من انتشار المرض، ودعا الى استخدام الكلور في تنقية المياه، الى جانب عمل توعية للمواطنين عن الأعراض بغرض الفحص وتقليل الهلع والخوف وسط المواطنين، معلناً عن قيام حملة للتطعيم خلال هذا الشهر.