إشتهر من الحركة الإسلامية السودانية في مجال الفنون الجميلة، نجوم بارزة وفنانون تشكيليون كبار مثل إبراهيم الدسوقي (رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية) وأحمد محمد شبرين، وغيرهم. واشتهر من الحركة الإسلامية في مجال التصوير الفوتغرافي صلاح عبدالله (كاميرا آرتست). سمعنا اسمه لأول مرة عندما طُلب من المرشحين لانتخابات طلاب جامعة الخرطوم (دورة داؤود بولاد) الذهاب إلى استوديو (كاميرا آرتست) في العمارات لأخذ الصور الفوتغرافية للمرشحين. في ذلك المساء لبس المرشحون (قرابة أربعين) جاكتة واحدة. كانوا يتبادلونها في التصوير. وبعد أيام ظهر (فرسان) أصلب العناصر لأصلب المواقف فريقاً أربعينياً بصورهم على صحافة (مقهى النشاط). ولِد فنان السودان الأول في التصوير الفوتغرافي (صلاح الدين عبد الله علي) صاحب ستوديوهات (كاميرا آرتست) ومعامل التصوير الملون، ولِد بمدينة أم درمان، وتلقى دراسته الأولية بمدرسة العباسية فالأميرية الوسطى فالمؤتمر الثانوية، ثمّ ذهب في بعثة دراسية إلى ألمانيا لدراسة الطب. ولكن انتصر (الفنان) على (الطبيب) بداخله فتحوَّل لدراسة التصوير والطباعة. سبب ذلك التحوُّل من الطب إلى تصوير يرجع إلى أن التصوير كان مهنة والده. حيث كان والده (عبد الله عليّ) أول سوداني بدأ التصوير الفوتغرافي بأم درمان وفتح استوديو أمدرمان الوطني بالقرب من سينما (قِدِّيس) أو (برمبل). لذلك عندما وجد (صلاح) في ألمانيا معهد للتصوير، وضع دراسة الطب جانباً واختار دراسة التصوير. وأكمل فترة الأربع سنوات ثم عاد إلى السودان بعد تخرُّجه. واصل (صلاح عبد الله) عمله في مجال التصوير الفوتغرافي، واشترى استويو (نوبار) واستوديو (غردون)، ثم أسس استوديو (كاميرا آرتست)، ثم التحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (جامعة النيلين حالياً) بكلية التجارة، كما نال دبلوم في الإدارة من جامعة دبلن (ايرلندا). حيث وظَّف تلك الخبرات بنجاح في مجال التصوير، كان المقر الرئيسي لاستوديو (كاميرا آرتست) في (العمارات) وذلك في النصف الأول من السبعينات، ثم صار في حي الملازمين بأم درمان عام 6791م. ثم أسس صلاح عبد الله عام 4891م فرع في الخرطوم بحري شارع المعونة. ولكن لم ينتقل صلاح عبد الله بالتجربة إلى الولايات. رغم أن لوالده ستوديوهات تصوير في مدينة الأبيض ومواقع أخرى. كانت النقلة الكبرى ل (صلاح عبد الله) هي افتتاح معامل التصوير الملوَّن وفرز الألوان والطباعة. حيث تجاوز السودان في هذا المجال باسهام (صلاح) مصر وسوريا، بل قام صلاح عبد الله بتدريب بعض الأشقاء المصريين. كما عمل على تدريب طلاب كلية الفنون الجميلة على أعمال فرز الألوان والتصميم الإيضاحي، كما قام بتطوير الطباعة الملونة، وأسّس طباعة الصحف الملونة بعد الإنتفاضة في أبريل 5891م. ودخل صلاح عبد الله مجال تطوير المعامل فأسس شركة معامل التصوير الملون وأسس معامل (برولاب) لطباعة اللافتات المضيئة والملصقات ولافتات القماش. عشق صلاح عبد الله التصوير منذ طفولته فقد كان هوايته المفضلة. أول كاميرا حصل عليها كانت هدية من والده بسبب نجاحه في المرحلة الأولية وانتقاله إلى المرحلة الوسطى. من زملاء صلاح عبد الله في برلين (ألمانيا) محمد نور سعد (قائد الحركة العسكرية في يوليو 6791م والذي أعدمه الرئيس جعفر نميري) وعبد الوهاب عثمان وعبد الحميد الكردي ويوسف بدر وعثمان الأمين البشير. إلى جانب عشق التصوير، وباعتباره (أم درماني) عريق أحبّ (صلاح عبد الله) عثمان حسين وأحمد المصطفى وحسن عطية والكاشف وسيد خليفة. إنتمى صلاح عبد الله إلى الحركة الإسلامية منذ المرحلة الثانوية. وقد قام بتجنيده للحركة الإسلامية الدكتور علي الحاج الذي فصِل من خورطقت وجاء للإلتحاق بمدرسة المؤتمر الثانوية بأم درمان. في أمدرمان شكَّل الطلاب (علي الحاج) و(صلاح عبد الله) والمهندس الراحل (جمعة آدم المكي) ثلاثياً ناشطاً. وعلى ذكر المهندس الراحل جمعة آدم المكي (المهندس الميكانيكي بوزارة الريّ) فقد كان عضو لجنة تنفيذية في اتحاد المعهد الفني (جامعة السودان) وتمّ اعتقاله في سجن (كوبر) في ثورة أكتوبر 4691م مع حافظ الشيخ الزاكي رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. سافر جمعة آدم المكي إلى بريطانيا للتحضير للدكتوراه في الهندسة مبتعثاً من وزارة الريّ، غير أن حكومة الرئيس جعفر نميري قطعت بعثته. قضى جمعة آدم المكي (5) سنوات في بريطانيا ثم هاجر إلى الكويت للعمل وحيث أصبح رئيس الجالية السودانية، ثمَّ غادر إلى يوغندا حيث شارك في إنشاء عشرين مركزاً إسلامياً في عهد الرئيس عيدي أمين. توفي جمعة آدم المكي يوم 41/ يناير 3991م. رفيقه في الدراسة الجامعية الشاعر المهندس الصافي جعفر يمكن أن يكتب عنه بصورة أوفى. في مدرسة المؤتمر الثانوية كان صلاح عبد الله يُصدِر مع زميله مصطفى الزين صغيرون (اللواء) صحيفة (البعث الجديد) وهي لا علاقة لها بحزب البعث، إلى جانب صلاح عبد الله كان من أعضاء الحركة الإسلامية في مدرسة المؤتمر الثانوية الطاهر أحمد الطاهر وجمعة آدم المكي والمرحوم خالد الكِد (الضابط الذي قاد انقلاب 6691م). الذي قام بتجنيد (خالد الكد) للحركة الإسلامية هو الدكتور علي الحاج. ولكن خالد الكد (قَلَب) فيما بعد وأصبح يسارياً، ثمَّ عكف في نهاية المطاف على الأدب. صلاح عبد الله رائد كبير سوداني في مجال التصوير الفوتغرافي ورمز كبير من رموز الحركة الإسلامية، حفظك الله أبا محمد ذخراً للإسلام والسودان والفن.