يحلُّ علينا فصل الشتاء وهو الفصل الذي تنهمر علينا أثناءه الكثير من النعم، حيث تغص الأسواق بالخضروات وعلى رأسها الطماطم ومختلف أنواع الثمار الغذائية، فتتراجع الأسعار إلى حد في مستوى التحمل للجائع والفقير، ويكتفي الكثير من الناس بمواد غذائية نباتية تكفيهم شر اللحوم وتخفف عليهم عبء شرائها، وهو عبء ضخم خاصة بعد وصول سعر الكيلو إلى أكثر من ستين جنيهاً. والبشرى الثانية، أن موسم إنتاج السكر قد حلّ، وأن أخريات هذا العام ومفتتح العام الجديد2013، تعتبر من الفترات التي سيزداد فيها إنتاج سلعة السكر مما سيجعلنا في صدراة الدول المنتجة له في القارة الإفريقية، وسنودع تلك الأزمات المتلاحقة التي صاحبتنا خلال السنوات الماضية فيما يتصل بوفرة السكر، حيث إن الانفراج سيتجاوز الاكتفاء الذاتي إلى التصدير وتلك مرحلة سنغلق الباب فيها أمام الشكاوى التي كانت بفعل النقص والفجوة، بمثل ما أغلق باب النقص في المحروقات وإمداد الكهرباء. وبحسب تصريحات العضو المنتدب بشركة سكر كنانة ببرنامج «صدى الأحداث» الذي بثته إذاعة أم درمان أمس السبت، فإن التطور الذي طرأ على مشاريع إنتاج السكر، انعكس كذلك على نشاطات أخرى، ذلك لأن قصب السكر والتوسع في زراعته، وإنشاء مصانع جديدة أدى إلى زيادة منتجات أخرى كالألبان وتوليد الطاقة الكهربائية وغيرها من طاقة حيوية متمثلة في الإيثانول. ومما يشير إلى أن صناعة السكر لم تتأثر إنتاجيتها بالظروف الاقتصادية الحرجة التي مرت بالبلاد ذلك النمو المضطرد في تطوير هذه الصناعة، إلى أن بلغت ذلك المستوى الذي ضرب أعلى قمم النجاح والإنجاز. والانفراج المتوقع الآخر هو ما نتوقعه من ازدياد للنفط المنتج بالحقول التي يجري تطويرها، وحقول النفط الجديدة التي ستدخل دائرة الإنتاج، وليس بعيداً عنا ما يدور في كواليس وزارة الطاقة من مجهود خارق بقيادة ذلك الرجل الهمام الذي فرطنا فيه أثناء الفترة الانتقالية اعتماداً على أمل كاذب، مما أصاب تلك الوزارة بالجمود والبيات الشتوي في هاتيك الأيام، ولولا أن الدكتور عوض الجاز كان قد فارقها لما شعرنا بعد انفصال الجنوب مباشرة بنقص المنتج من النفط، ولكن جرت الأقدار وحدث التفريط والإفراط بناءً على أمل وحلم لوحدة السودان، أشبه بالسراب البقيعة الذي يحسبه الظمآن ماءً. وانفراج متوقع آخر وهو الذي تنبئ به تلك المحاصيل الغذائية والمبشرة بالوفرة، والحبوب المزروعة والتي لحسن الطالع قد أفاء الله عليها بنعمة المطر الغزير، والخريف الواعد وهو أمر بإذن الله سيجعل أسوقنا تفيض بها عما قريب، ويتوجه الفائض منها للتصدير. والمبشرات الآنفة الذكر تدلُّ على أننا على مشارف عام جديد يحلُّ فيه الخير وعلى أبواب رفاهية تستوجب الحمد والشكر والثناء لله رب العالمين.