طرأت فى الآونة الاخيرة زيادة ملحوظة على سعر برميل النفط عالمياً حيث بلغ حوالى 130 دولاراً، نود أن نتناول فى هذه المنبرالاقتصادى الحر، اثرهذه الزيادات على الاقتصاد العالمى والاقليمى والمحلى بصفة عامة وخاصة على الانعكاسات الاقتصادية السودانية ،فقد يقول قائل ان هذه الزيادة ستكون اضافة للايرادات العامة للخزينة ولكن الباحث الاقتصادى ينظر للامور من ناحيتين حيث ان علم الاقتصاد هو علم البدائل من حيث النظر الى ان ارتفاع الاسعار يؤدى الى زيادة البترول ومشتقاته الاستهلاكية (كيروسين بنزين جازولين ) الامر الذى يؤدى الى زيادة كلفة الانتاج المتمثلة فى مدخلات الانتاج الاخرى علاوة على ان هنالك زيادة بالغة فى المواد الغذائية ادت الى زيادة معدلات التضخم التى بلغت حوالى «20% » وهذا يؤدى الى ثورة الجياع والفقراء الامر الذي يهدد الامن المجتمعى والسياسى ومهددات قومية من آثارالتظاهرات والمطالبات النقابية العمالية لزيادة الاجور والمداخيل لمقابلة زيادة الاسعاروتكاليف المعيشة (الحد الادنى الكفاف) وبالرغم من ان الزيادة تؤثرايجابا على حساب احتياطى التركيز ،الا ان الجانب السلبي الآخر أن الاسعار المحلية إذا ظلت ثابتة دون تغيير ستكون عبئاً على الموازنة العامة إلى حين اشعار آخر . ومن المعلوم ان من اسباب الزيادة ما هو منطقى وما هو مفتعل ومن المؤكد ان هنالك شحاً فى بترول بحر الشمال والاضطراب والحرب الاهلية فى العراق وتكتل منظمة البترولopec) ) وبالرغم من زيادة المملكة العربية لإنتاجها كأكبر منتج للنفط فى العالم لكنه لم يؤثر على الاسعار العالمية . وفى رأينا ان استمرارالاسعار فى الارتفاع سيؤدى الى تهديد الامن والسلم العالمىين خاصة ان حرب النفط بدأت باصدار تشريعات من المجالس النيابية الامريكية باتهام opec) ) بأنها وراء هذه الأزمة. وكذلك اندماج الاقتصاد الصيني في الاقتصاد العالمي والانماط السلوكية الاستهلاكية الجديدة للمواطن الصيني الذى يعتبر أكبر مستهلك للطاقة فى العالم والحلول المتوقعة لتجاوز هذه الازمة هى: ? الاتجاه نحو بدائل الطاقة- الكهرباء والطاقة الشمسية والطاقة الذرية،و تقليل الاستهلاك فى الوقود خاصة القطاع العام الحكومى وقد بدأ التفكير فى التخلص من اسطول العربات الحكومية وتمليكها للعاملين استنباط طاقة جديدة (البيوغاز) و(الايثانول» من المحاصيل الزراعية، ولكن هذا يؤدى الى نضوب هذه المحاصيل وارتفاع اسعارها مما يؤدى الى ثورة الجياع كما اسلفنا.. وفى رأينا ان هذا حل غير انسانى ولا عملى فى المدى البعيد. ? توسيع رقعة التنقيب عن حقول جديدة للنفط والغاز فى المدى الطويل. ? توافق منظمتى الاوبيك والاوابك (مستهلكي البترول). كما ان زيادة الاسعار للمواد البترولية والغذائية هما حالة كارثية يجب تضافرالجهود مع المنظمات الدولية للخروج من هذه الازمة الاقتصادية التى ستقضى على الاخضرواليابس وكما يقولون ان الدورة الاقتصادية كساد -رخاء- كساد تقود الى حرب كونية ثالثة لا تبقي ولا تذر لا قدر الله ،وبذلك لا نود ان نفرح بهذه الزيادة ان الله لا يحب الفرحين. ? نقطة التجارة السودانية