تجمع بينهما صداقة السنوات ورحلة الأدب والشعر والمجادلات الثرة حول الأدب ومدارس الشعر، فالمجذوب كتب الشعر قبل كتابة منير صالح له بسنوات عديدة وهي السبب الرئيس في ظهور قصائد المجذوب بالصحف في نهايات الأربعينيات وبدايات سنوات الخسمينيات. ظلت بينهما علاقة الأصدقاء الحقة لثلاثين عاماً بدأت في يوليو 1952م بمنزل المرحوم عبد الله حامد الأمين بحي البوستة الأم درماني حين تأسيسه للندوة الأدبية واستمرت حتى وفاة المجذوب في مارس 1982م فكان الشعر هو أساس المتانة لهذه العلاقة. فكانت مدارسات الأدب هي واسطة أحاديثهم بكل من منزليهما بالخرطوم. وصيدلية العاصمة التي اصطُلح على تسميتها (منتدى الإجزنانة) زائداً منزل عبد الله حامد الأمين. من أشهر ما يُحكى عنهما أنهما كانا شديدي الضجر بأدعياء المعرفة والثقافة. وفي هذا تُحكى عنهما قصص طريفة منها تخلص المجذوب من أحد الأدعياء في إحدى الليالي الأدبية بذكره لأمر بعيد كل البعد عن الأمر المطروح للنقاش. الشيء الذي جعل ذلك المدّعي ينصرف فور سماعه لحديث المجذوب الذي قصد منه تلقينه درساً في الاهتمام بالقراءة الجادة والعميقة للأدب. كتب المجذوب عن صديقه منير صالح بصحيفة الأيام في الستينيات كما رثى منير صالح صديقه حين وفاته بقصيدة متينة من ضمن أشهر المرثيات. من أكثر مساهماتهما في عالم الأدب والشعر هو عملهما بلجنة إجازة النصوص بالإذاعة السودانية في عقدي الستينيات والسبعينيات فكانا أحد الصارمين من جملة الصارمين باللجنة والتي ضمت الشاعر إبراهيم العبادي والكاتب حسن نجيلة. كذلك كان المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون محطة من محطات إنجازاتهما الأدبية فعملا مع مجموعة لوضع أسس رعاية المواهب بالبلاد. الاثنان ينتميان لاثنين من الأسر القديمة في عالم التعليم والعلم. فوالد المجذوب هو أحد أوائل السودانيين ممن عملوا كمعلمين بكلية غردون التذكارية منذ العام 1921م حتى تقاعده في العام 1951م. أما منير صالح فوالده هو أول سوداني يصل لمنصب وكيل بريد في عهد الاستعمار. يتبقى من حياتهما طرائفهما وأشعارهما زائداً مساهماتهما التي لاتخطئها عين في تاريخ الأدب السوداني.