لم يأتوا بجديد حين نكصوا على أعقابهم وأخذوا يتلولوون ويروغون عن إنفاذ اتفاق أديس أبابا الذي اعتبره الواهمون فتحاً مبيناً يتقاصر عنه فتحُ مكة فهذا ما دَأَبَ عليه حكام الجنوب بل ما دأبت عليه الحركة الشعبية منذ أن نشأت في ذلك اليوم المشؤوم في تاريخ السودان عام 1983م على يدي شيطانها الرجيم جون قرنق. حدثتُكم عن كيف واجه وزير دفاعنا الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين في جوبا الإذلال على يدي باقان الذي رفض حتى التحدُّث إليه عبر الهاتف وعقدتُ المقارنة وكتبتُ عن كيف استُقبل باقان يوم زار الخرطوم استقبال الفاتحين وكيف تعشّى وتجشّأ ورقص مع من قال فيهم وفي شعبهم وفي بلادهم ما لن ينساه التاريخ، لكن هل كانت تلك أول إهانة نتلقّاها من عدوِّنا الإستراتيجي الذي لن يُشفي غليلَه وحقدَه إلا مضغُ أكبادنا على غرار ما فعلته هند بنت عتبة وهي تتلمَّظ كبد أسد الله حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم!! اسمعوا لنائب وزير دفاع الجنوب مجاك أقوت الذي مكث بين ظهرانينا عدة سنوات حيث شغل منصب نائب مدير عام جهاز الأمن خلال الفترة الانتقالية ليتجسَّس علينا من داخل الجهاز المنوط به حماية أمننا القومي تمامًا كما كان يفعل دينق ألور الذي كان يعمل لصالح الحركة الشعبية من داخل مبنى وزارة الخارجية الذي كان يتولى فيه منصب وزير الخارجية وكان يتآمر علينا من خلال المنصب المنوط به الدفاع عن السودان! اسمعوا لنائب وزير دفاع الجنوب (مجاك) وهو يروغ كما يروغ الثعلب عن إنفاذ اتفاقية الترتيبات الأمنية ويقول لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن (اتفاق الترتيبات الأمنية لم يتضمن قضايا الحركة الشعبية في الشمال والتي تحارب الخرطوم في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أو الحركات التي تحارب في دارفور)!! يا سبحان الله!! وماذا يعني فك الارتباط مع قطاع الشمال يا رجل؟! فك الارتباط هذا ما كان ينبغي أصلاً أن يكون جزءاً من اتفاقية أديس أبابا إنما كان ينبغي أن يحدث بالتزامن مع انسحاب القوات المسلحة السودانية من الجنوب بحيث تنسحب قوات الجيش الشعبي من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في نفس الوقت الذي تنسحب فيه القوات المسلحة من الجنوب بموجب اتفاقية الترتيبات الأمنية المضمَّنة في بروتوكولات نيفاشا.. لكن مجاك شأنه شأن باقان لا يُريد التخلِّي عن قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية الحاكمة في دولة جنوب السودان ولذلك سيظل هكذا مُتمنِّعًا من إنفاذ الاتفاق مُراوغاً ومُخادعاً معوِّلاً على روح الانكسار والتراجُع والهرولة التي رآها في مفاوضينا الذين يُجيدون تقديم التنازلات والعطاء بلا حساب، عطاء من لا يخشى الفقر، لكن هل يُنفقون من حسابهم الخاص أم من حساب وطن عزيز وشعب كريم ودار إسلام يحرم شرعًا أن تذهب ذرَّة من ترابها إلى عدو لئيم يكيد للإسلام بأكثر مما يكيد الشيطان الرجيم؟! جنوب كردفان هي مملكة تقلي الإسلامية كما أن النيل الأزرق التي يحاول الحلو وعرمان وعقار وباقان وسلفا كير انتزاعها مع جنوب كردفان هي مملكة الفونج الإسلامية فهل يسمح شباب الإسلام في السودان لهؤلاء الأوباش باحتلال ديار الإسلام وهل يسمح علماء الأمة بهذا التطاول على دينهم وعلى أرضهم؟! عرمان الذي رفض تضمين البسملة في الدستور الانتقالي عقب توقيع اتفاقية نيفاشا المشؤومة وعودته إلى الخرطوم لأول مرة منذ أن غادرها هارباً إلى صفوف قرنق وجيشه اللعين جرّاء اتهامه في حادث استشهاد بلل والأقرع في جامعة القاهرة فرع الخرطوم (النيلين).. عرمان قال في آخر تصريح له إن (المشاكل السياسية في السودان بدأت بين الجنوب والشمال بتطبيق المشروع العربي الإسلامي واستيلاء الإسلاميين على السلطة عبر انقلاب عسكري..)!! تخيلوا أن هذا الكذاب الأشِر يظنُّ أنَّ تخرُّصاته هذه يمكن أن تنطلي على أحد وأنه من الممكن أن يكون له ولعملاء دولة الجنوب الآخرين دور في مستقبل السودان حتى بعد أن خرج منه الجنوب وأصبح المسلمون يشكِّلون أكثر من (97)% من سكانه!! عرمان الذي كان يتحدَّث في ندوة في عاصمة جنوب إفريقيا (بريتوريا) يتجاهل الحقيقة المُرة أن المشكلات السياسية أو الحرب أو التمرد في جنوب السودان بدأ بتمرُّد توريت قبل أن يخرج الإنجليز من السودان أي عام (1955م) فما هي علاقة حكم الإنجليز بما سمّاه (تطبيق المشروع العربي الإسلامي) الذي قال إنه كان سبباً في المشاكل السياسية في السودان بين الجنوب والشمال؟! إنه الكذب الصراح بل إن عرمان يعلم أن قرنق بدأ تمرده في مايو (1983م) أي قبل أن يعلن الرئيس نميري القوانين الإسلامية في سبتمبر (1983م) أي بعد أربعة أشهر من انفجار تمرد قرنق!! ثم لم ينسَ عرمان الدفاع عن محبوبته إسرائيل حيث تصدَّى لإيجاد المبرِّرات في قصفها لمصنع اليرموك وواصل أكاذيبه والحرب على دولته والتشهير بها حيث قال: (إن هناك مشروعاً إسلامياً لتقسيم إفريقيا وإن قطاع الشمال يقف ضد هذه السياسات وإن السودان يستوعب الطلاب من الدول الإفريقية لتنفيذ التوجُّهات الإسلامية المتشدِّدة). إنه شيطان نَذَرَ حياتَه منذ الصبا للحرب على الإسلام منذ أن اعتنق المذهب الماركسي الشيوعي ومن عجبٍ أنَّه ينشرُ أحاديثَ الإفك هذه خلال تطوافه في الدول الإفريقية وفي الغرب الأوروبي والأمريكي لكنه لا ينبس ببنت شَفَة عن النصرانية والتبشير بها في إفريقيا وفي جنوب السودان الذي يُضيَّق فيه على الإسلام ومن عجبٍ كذلك أن خطابه بات يؤلِّب الافارقة على جامعة إفريقيا العالمية وهي تنشر العلم بين شعوب القارة الإفريقية!! بالله عليكم ما هو دور سفارتنا في جنوب إفريقيا في دحض تخرُّصات الرويبضة في تلك الدولة؟! نعود لتصريحات نائب وزير الدفاع (مجاك) الذي لم ينسَ في ثنايا حديثه التذكير بأن الآلية الإفريقية برئاسة حليفهم ثابو أمبيكي تعمل على التوسط بين الحكومة السودانية وعملاء الجنوب في قطاع الشمال!! ألم أقل لكم إن الحركة لم تنسَ ولن تنسى أتباعها المنوط بهم مساعدتها في (تحرير السودان)؟! ألم يقل باقان إنهم لن يتخلَّوا عن عملائهم ثم ألم يقل إن مشروع السودان الجديد باقٍ سواء من خلال الوحدة أو من خلال الانفصال وإنهم سيعملون على إقامته في الشمال ولذلك أبقَوا على اسم حركتهم (لتحرير السودان) أي احتلاله وإعادة هيكلته وطمْس هُوِيَّته وإقامة نظام حكم أفريقاني علماني نصراني؟! السؤال هو: لماذا وهم يصرُّون على نصرة عملائهم.. لماذا نعتقل عدو الحركة الشعبية الفريق جيمس قاي ولماذا نفتح الحدود ونخفف الضائقة الاقتصادية عليهم ومتى نقتنع أنه لا خيار لنا غير اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب طالما أن خيارها الإستراتيجي هو إعادة هيكلة السودان وطمْس هُوِيَّته والقضاء على دينه. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.