كنت في زيارة لشيخ الأدباء الطيب صالح بمنزله الكائن بضاحية وميلدون جنوبي لندن كان وقتها عائداً لتوّه من أسبانيا حدثني بجزل وعاطفة عن رسام سوداني موهوب مقيّم وقتها بأسبانيا اسمه راشد دياب وكنت وقتها لا أعرفه، مرت الأيام وبدعوة من وكيل وزارة الصحة بدولة الإمارات قمت بعمل زراعة كلية لمريض بالدولة بمستشفى القاسمي في إمارة الشارقة كرمني وقتها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في مكتبه بحضور ولي عهده تحدث إليّ بإعجاب عن الفنان راشد دياب وهو المولع بالآداب والفنون والثقافة حضرت إلى السودان تعرفت على الدكتور راشد دياب وجدته بقامة من عرفوه أي الطيب صالح ود. القاسمي بهرتني لوحاته الفنية حتى زيّه السوداني الأنيق بالفن والذوق الرفيع.. حرصت في زياراتي المتكررة لأرض الوطن على حضور فعاليات مركزه الأنيق بالجريف غرب وهو عبارة عن واحة للثقافة والفنون من عمارة ونحت ورسم وأمسيات تنبض بالثقافة على طبق من الفرح ثقافة للعقل وعلاجًا للروح. شهاب وسمية وعبد الملك شموع تحترق أسبوعياً لتحول هذه الأمسيات من حلم إلى واقع كرم هذا المركز شخصي الضعيف الأسبوع الماضي تقاطر إليه أهلي السودانيين «العز أهل» من كل حدبٍ وصوب حضر كل على طريقته وشكلوا لوحة زينت مساء ذلك اليوم حضر المزارع والعامل والوزير والمدير والأستاذ والدكتور قادة الإعلام والفن والثقافة غمروني بحب وتقدير فاق تصوري وكان إطار هذه اللوحة الموسيقار الفنان المتفرد محمد الأمين وفرقته الموسيقية بكامل عدتها وعتادها.. غنى للنور والنوار والأسمر الفتان وحاسدين الغرام تدافع الحضور إلى خشبة المسرح رقصوا على أهازيج الفرح قلت لهم حضر أستاذنا محمد الأمين للاستشفاء بلندن وقد شكلت مدني حنتوب ودور التعليم وجداني قلت للأستاذ شارحاً له مشكلات الكلى التي كان يعاني منها إن الكلية أشبه بالترعة الكبيرة وحوض الكلية أشبه بالترعة الصغيرة فقاطعني أستاذنا محمد الأمين قائلاً: ما تنسى أبو عشرين يا دكتور.. وفي ليلة الفرح هذه أضاف إليها أبو ستة. حضرت إسلام بعد سنين من بعد أن فدتها شقيقتها بكلية لتساهم بقصيدة تعكس صفاء عقلها بعد شفائها وعربون شكر لعمل من صميم واجبي، حضر رامي ابن حلفا وقد زرعت له كلية عام 2002م وهو طفل شب رامي عن الطوق ودخل دائرة الرجولة يشع صحة ونشاطًا ليزرع الأمل لمرضى الفشل الكلوي بعد أن زرعت له الكلية.. تحدث في الليلة محمد جمال وكان وقتها طفلاً ولم يحظَ بشرف التبرع لوالده وأعلن للجميع تبرعه بكلية لمن يحتاج إليها.. حضر صنوف من الإخوة البريطانيين بشروا بخدمة أطفال دارفور. أهداني راشد دياب لوحة من فنه الرفيع وعن شركة سوداني وفي الأمسية وغمروني بهدايا أنيقة وصعد إلى منصة التكريم العميد عبد الرحمن عبد الحفيظ وكرمني على طريقته الخاصة. شارك أساتذة وأطباء كثر بالحديث غمروني بمعزتهم وحبهم فلهم جميعاً حبي ومعزتي وشكري.. ويبقى الوطن وأهله والعشيرة مصدر عز وفخر وتظل هذه الوجوه الصادقة الوفية مصدر عطائي لها بلا حدود.. وشكراً لمد الفرح