تحكي الطرفة التي تقول إن رجلاً قوياً كان قد ذهب لزيارة بعض أهله في الخرطوم وهناك تناول معهم «أم علي» وهي عبارة عن معجنات ومخبوزات مخفوقة في اللبن ومطبوخة مع السكر والمكسرات والسمنة وتُقدَّم على أساس أنها نوع من الحلويات. وعمنا القروي رسخت في ذهنه حكاية «أم علي» وعشعشت في «نافوخه» وظل يحلم بها ليل نهار.. وعندما وصل إلى قريتهم عند رجوعه قال لزوجته إنه من الضروري أن تعد له وجبة «أم علي».. ولأن زوجته لا تعرف أم علي وأصلاً كانت «محروقة» عليه ومغبونة منه نظراً لتقصيره في حاجات البيت فقد ردت عليه صائحة وهائجة «أم علي يا يابا عندك بصلتها واللاّ عندك ملحتها واللا عندك زيتها واللا عندك ويكتها واللا عندك شطتها واللا عندك شمارها واللا عندك شرموطها واللا عندك قرفتها يا يابا إن شاء الله أم علي تشرط بطنك وتقد كرشك الكبيرة دي.. عليك الله شوف الراجل الغبيان ده؟؟!!» وأهلنا في المعارضة ذهبوا هذه المرة إلى لندن.. وهناك اجتمع السيد الصادق مع عرمان واجتمع «الصادق وعرمان» مع د. «علي» وللذين لا يعرفون أو الذين نسوا بمرور الزمن فإن الصادق المهدي كان رئيساً للوزراء عندما «قلب» ناس الإنقاذ الحكومة في الثمانينيات.. وكان رئيس الوزراء عندما بلغ عمره الثلاثين عاماً بيوم واحد وأُخليت له دائرة «قسراً» من الدوائر «الصماء» لكي يفوز فيها ويصير رئيساً للوزراء في خمسينيات القرن الماضي.. وعلي الحاج دكتور نساء وولادة كان أحد قادة الإنقاذ الذين قلبوا الحكومة على رأس الصادق المهدي.. أما عرمان فهو بتاع قرنق الذي فرّ من البلاد في الثمانينيات بعد حادث مقتل الطلبة الجامعيين المشهور عندما كان د. علي حاكماً وانضم إلى جيش الجنوبيين الذين قاتل الصادق المهدي وقاتل ناس علي الحاج ولا يزال يقاتل الإنقاذ ويقول إنه قطاع الشمال وممثل الجنوبيين لتحرير السودان من المندكورو.. وكل من الصادق ودكتور علي الاثنين من المندكورو في تصنيف الجنوبيين وياسر عرمان ذاتو مندكورو ولكن زواجه من جنوبية ربما يجعله نصف مندكورو. والمهم أن هذا الثالوث اجتمع في لندن وهي عاصمة الدولة الاستعمارية التي غابت عنها الشمس وحاربها الإمام المهدي وهزم جيوشها وقتل مندوبها غردون باشا في القصر الجمهوري.. وهي الدولة التي تسعى لإعادة استعمار السودان حكومة وشعباً وموارد.. اجتمع «الناس ديل» في الدولة الاستعمارية واتفقوا على إسقاط النظام وبهذا يكون حزب الأمة هو الحزب الذي يتمدد مثل الزئبق لكي يمارس كل حاجة في أي حاجة وأي وقت وبأي طريقة.. فرئيسه الصادق زعيم المعارضة «برّة وجوة» ونصر الدين الهادي ممثله في الجبهة الثورية.. ولديه ممثل في تجمع جوبا ولديه ممثلة معارضة في الشارع وابن الصادق مساعد لرئيس الجمهورية التي ينوي الصادق أن «يقعد لها» في الميادين.. طيب يا جماعة هذه المعارضة الجديدة قالت إنها تثمن اقتراح الصادق المهدي وستعمل على «القعاد» في الميادين وربما «الرقاد» في المساحات الفاضية و«الانبطاح» في الأزقة والشوارع كنوع من الاحتجاج حتى تسقط الحكومة.. وقد وافق السيد علي الحاج ومعه عرمان بتاع ناس قرنق على هذا الموضوع وعقدوا العزم على فعل ذلك «متين ما عارف» ونحن مثل تلك السيدة التي لا تعرف «أم علي» ولا تعرف «علي» نقول «يا يابا الصادق القعاد في الميادين عندك شايو واللا عندك سندوتشاتو واللا عندك بصلو واللا عندك ويكتو واللا عندك جاتوهاتو واللا عندك بيبسيهو واللا عندك جيكسيهو واللا عندك لبانو واللا عندك آيسكريمو؟!» ويعني بالعربي بتاع جوبا أنت يا سيدي الصادق تحتاج إلى توفير الأكل والشرب والبارد والآيسكريم والسجاير والسعوط ومصاريف الإقامة للجماعة «القاعدين» في الميادين وسيكون معظمهم من «الحناكيش» و«أولاد الراحات» وناس الجيكسي «والبيبسي» .. وهؤلاء يحتاجون منكم إلى ما لذ وطاب.. وقد عودنا حزب الأمة على عدم الصرف على مثل «هيك فعاليات» على الرغم من توفر الموارد القادمة من الجهات المعادية لحكومة السودان بالدولار واليورو والدينار.. وستكون هناك مشكلة قد تقابل ناس المعارضة إذا ما قرر ناس الدفاع الشعبي وناس الخدمة الوطنية وناس الحركة الإسلامية وناس «شنو ما عارف» الاشتراك و«المجاملة» معكم في «القعاد» في الميادين وجابو بطانياتهم ومصلاياتهم وعكاكيزهم و«فرشوا» وسطكم.. أها اليوم داك أنا ما عارف ممكن يحصل شنو؟! يا جماعة حكاية «الفراش» في الميادين دي ما بتنفع وأحسن ليكم ما تعملوها لأنه واضح إنها مطرشقة. { كسرة: قالت الأخبار أمس إن قوات مالك عقار وقوات الجيش الشعبي لحكومة الجنوب تتحرك الآن على حدود ولاية النيل الأزرق وحدود ولاية النيل الأبيض.. وقالت الصحف أمس إن الحكومة السودانية تتهم الجنوب بالتهرب من فك الارتباط بالحركات المتمردة.. في ذات الوقت صرح سلفا كير رئيس دولة الجنوب بأن بترول الجنوب سوف يبدأ ضخه في أنابيب الشمال في ديسمبر القادم «يعني بعد أقل من أسبوعين من اليوم».. يا جماعة معقول البترول يسبق الاتفاقات الأمنية؟!!! مجرد سؤال من مواطن ساذج وما عارف كوعو من بوعو.. وعايز يعرف هل الأول الكوع أم البوع.. يعني البترول أولاً أم الأمن أولاً..