بعض المشفقين خلال الجلسة الإجرائية لاختيار رئيس المؤتمر ونائبه والمقرر التي انحصر فيها الانتخاب بين العلامة البروفيسور عبد الرحيم علي والطبيب الطيب إبراهيم محمد خير المشهور بالطيب «سيخة» على مقعد رئيس المؤتمر، ظنوا أن المنافسة معدومة بين الأستاذ والتلميذ، ولكن الأصوات التي صاحبت الانتخاب رجحت كفة الطيب على عبد الرحيم، ووجد الطيب نفسه أمام اختيار صعب، وموقف لا يحسد عليه، وقال موجهاً حديثه بعد غياب عن الساحة: «نحمد الله أن بلغنا «60» عاماً حتى نرى الحركة تتمدد وتتابع المسيرة، وتقود أهل السودان، وتصل بهذا الجهد إلى نتائج ملموسة ومحسوسة». وأضاف أن المؤتمر يعتبر تتويجاً لهذا المسار واندفاعاً إلى الأمام، ورأى أن اختياره أمانة صعبة، ولكنه على قدرها «بنسدها وما في عوجة»، ولكنه لم ينس أنه أقل قامة من أساتذته في الحركة الإسلامية أمثال عبد الرحيم الذي وصفه بالأستاذ، ولذلك قال بتواضع: «أراه الأنسب في هذا الموقع، وأن أكون نائباً له». ولكن عندما جاء دور البروفيسور إبراهيم أحمد عمر رئيس اللجنة التحضيرية كان مملوءاً بالحماس والإحساس بالأشواق التي قادت الحركة إلى هذا الحجم، وهو الأمر الذي دفعه لوصف قيام المؤتمر بالثمرة الحلوة لجهد أعضاء كثر في الحركة، وقال إن المؤتمر كشف أن الحركة منتشرة وممتدة في أصقاع السودان وليست محصورة في مكان واحد، ولها مؤيدوها، وقال إن فكر الحركة وأطروحاتها مع كل تلك القطاعات وفي كل واجهات السودان، وأن هناك قيادات للحركة، وهي قيادات فاعلة، وقال إن «4» آلاف عضو عدد قليل من حجم ومقدرات الحركة، مشيراً إلى أن الانتشار يلقي على عاتقهم المسؤولية، وأكد أن الحركة قادرة برجالها على ارتياد مجالات التنمية. ولعل ثقته في الحركة جعلته يستبعد أن يكون هناك تنافس بين أطروحات الحركة حول ارتياد مجالات التنمية، وأشار إلى أن من بين العضوية «أربعة آلاف عضو» 79% من الرجال و21% من النساء. وشدد على أن المحلية أو الولاية التي لا تقوم بتصعيد نسائها وشبابها «تشيل شليتها». وقال إبراهيم أحمد عمر إن الحركة التي تضم أربعة آلاف عضو حرام أن تقف في الخلف، وعليها أن تتقدم الصفوف حتى ترتقي بالوطن، وأكد أن الحركة الإسلامية السودانية حركة شابة، باعتبار أن نسبة الشباب بها هي الأعلى، وقال: «الآن نريد أن نتحدث عن مفهوم الشورى ودراسته، لأنه الأمر الذي يجمع بين الأمة». وشدد على أن الأخذ بالشورى يجب أن يكون في كل مؤسساتنا، مطالباً الحركة بأن تتجاوز كل أطروحاتها، ودعا إلى دراسة المفاهيم حول كيفية أن يلج المفهوم في الواقع، كما طالب بمعاملة المجالس الشورية بصورة أفضل مما هي عليه الآن، وقال: «ما لم نمكن للشورى بالكفاءات والإمكانات والوقت فإن الدراسات الشورية ستكون خطيرة ولا تستطيع مقابلة المد الفكري»، ونصح الحركة الإسلامية بالاهتمام بمجالس الشورى، وأشار إلى أن الديمقراطية في الغرب هو الاتجاه العالمي نحو الفردانية، وقال إن المضمون الديمقراطي لن يكون كافياً إلا إذا أخذ بالقيم الاجتماعية والدين. ولعل القيادي بالحركة الإسلامية مهدي إبراهيم تفاعل مع المشهد الكبير لاجتماع قيادات الحركة الإسلامية العالمية، ممثلة في مرشد الإخوان المسلمين بمصر محمد بديع والغنوش من تونس وقيادات من الحركة الإسلامية بليبيا، بالإضافة إلى ممثلي الحركة الإسلامية في باكستان. وقال مهدي إبراهيم: «إن هذا المشهد من المشاهد النادرة، ومن حسن الفأل أن يأتي في غرة محرم، واليوم يتألق نجم السودان بين الدول»، وأشار إلى أن الحراك الشعبي ليس أمراً عارضاً، مبيناً أن ثورات الربيع العربي لا تشبه أية ثورة في العالم، وأتت رغم أنف أمريكا والقوى الغربية، ولكنه الوعد الرباني. وقال إن مسؤوليتنا كيف نحول الإرادة الشعبية إلى برامج وقيم، منها نوحِّد كلمتنا ونجدد طاقاتنا وننشئ حياة متطورة.