..«الدال على الخير كفاعله» ونحن هنا نسلِّط الضوء على فعل خير كبير قام به خيِّرون كثر رجالاً ونساء في بلادنا وفي بلاد المسلمين، لكنا نخص نساءً من بلادي وهبن مالهن وممتلكاتهن لأجل الخير والمحتاجين، هؤلاء ساهمن «بوقف»لأجل الخير.. والوقف هو ما يمكن فيه القول إنه قطاع اقتصادي لكنه لا يدخل في ميزانية الدولة؛ فهو ليس مالاً عاماً يجري عليه ما يجري على المال العام ولا هو خاص! هو مال مخصص لأغراض معينة ويخضع لشرط الواقف ولمراقبة هيئة الأوقاف السودانية وكل ما يتطلبه الوقف شهادة بحث جديدة وشاهدين وأمام القاضي ثم شهادة بحث باسم الوقف.. تنتقل بعدها فائدة الوقف لمن خُصِّص له وبحسب ما يشترطه الواقف أمام القاضي. بلغ عدد الواقفات السودانيات وفي العاصمة المثلثة «اثنتين وثمانين» واقفة بعضهن انتقل إلى رحمة الله وبعضهن أحياء يرزقن، ونجد أن أغلب الواقفات خصصن أوقافهن لمساجد أو لخلاوي ودور العبادة وأيضاً للمراكز الصحية والمستشفيات ولمرضى السرطان وكذلك لطلبة العلم وهن بذلك أسهمن في احتياجات المجتمع المختلفة. نماذج مشرفة: من أوائل المحسنات «الواقفات» ومنذ العام 1919 م كانت الواقفة «آمنة نبوية محمد الشريف» التي وقفت منزلاً به دكان في «280» متر مربع في منطقة الثورة لصالح مسجد دنقلا وضريح السيد عبد المتعال الإدريسي. ومن أشهر الواقفات في الخرطوم «زينب بنت بيلا» في 1986م وقفت مبنى«وزارة الشؤون الاجتماعية» في شارع «المك نمر» وحاليا «وزارة الزراعة» والإيجار يذهب لطلبة القرآن الكريم بمعهد أمدرمان العلمي بالإضافة إلى عائد منزل.. كما أوقفت لابنها«توفيق» له جذور مصرية، ويقال إن له حفيداً وكيل وزارة في مصر.. أما الواقفة عواطف عبد المتعال من أقارب «السهم الذهبي» وقفت مدرسة ثانوية ووقف المدارس يتبع لوزارة التربية والتعليم والواقفة زينب محمد إسكندر لصالح مسجد والد الدكتورة سعاد الفاتح بأمدرمان ولدينا فاطمة محمد صالح وحاجة سكينة.. والقائمة تطول وتصل إلى اثنتين وسبعين واقفة في العاصمة المثلثة بواقع«22» في الخرطوم وفي بحري «17» وفي أمدرمان «43» واقفة.. والرغبة في إخفاء عمل الخير تقف دون أن نعلن بشكل موسع عن هؤلاء المحسنات اللائي تتزايد أعدادهن في كل يوم وإلى أربعة أشهر مضت كانت آخر واقفة من الديوم بالخرطوم انضمت إلى القائمة.