ارتبط الشيخ الدكتور عباس مصطفى بالقرآن منذ صغره حيث التحق بخلاوي أم ضوًا بان وبعد تخرجه منها التحق بالمعهد العلمي بأمدرمان ثم بالجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية ثم نال درجة الدكتواره في الدراسات الاسلامية من جامعة «درم» ببريطانيا وبارك الله له في سعيه ذلك اذ كان له الفضل من بعد الله تعالى في تعليم ونشر كتاب الله في عدد من الدول الافريقية والعربية، وعندما استقر به المقام في بلده السودان، اراد الشيخ عباس أن يهدي وطنه واهله في جبل اولياء منارة من منارات العلم الخالدة ومن حر ماله اشترى الأرض التي تقوم عليها مباني هذا المعهد بتكلفة بلغت أكثر من عشرين الف دولار في ذلك الوقت من مشروع سندس الزراعي. الرؤية لهذا المعهد ان يكون معهدًا للقرآن وعلومه يشمل خلوة وعددًا من الكليات وأن يستقبل الطلاب من مختلف انحاء العالم ويوجد بالمعهد عدد من المباني القائمة من فصول ومكاتب واسكان معلمين «دار الارقم» وتشمل الخطة قيام مسجد وسكن للطلاب كما يوجد به كذلك صهريج للمياه وبئر ارتوازية. كما تم تخصيص الجزء المقابل للشارع الرئيس للاستثمار «أوقاف» لتمويل المعهد ومقابلة مصروفاته وتوجد مساحة خمسة الاف فدان شمال المعهد اريد لها ان تكون استثمارًا لصالح المعهد في مجال الزراعة اوالانتاج الحيواني أوالاشجار المثمرة، وتحيط الاشجار بأرض المعهد ويوجد السور في الجزء المواجه للطريق الرئيس. اثناء طوافك بالمعهد يلفت نظرك الحداثة والفخامة في المباني وبدخولك الي المبني الرحيب «الخلوة» يوجد اعداد كبيرة من الالواح التي سوف يحفظ عليها الطلاب القرآن وفي الخارج توجد التقابة والتي هي بلا شك رمز للخلاوي في السودان وان كانت مبنية على طراز حديث، كل هذا يعني ان المعهد سوف يمازج بين متطلبات العصر في التعليم وبين الموروثات في تعليم القرآن الكريم وسوف يقوم بالتدريس فيه الشيخ الدكتور عباس مصطفى وعدد من الاساتذة الاجلاء من المبرزين في حفظ كتاب الله ومعرفة علومه ويتدرج التعليم فيه من الخلوة الى الكليات العلمية والتكنولوجية واللغات. هذه المباني الضخمة والتي اسست جميعها لطابقين ساهمت في تشييدها عدد من الجهات الخيرية، المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا كانت دائماً سباقة للخير خاصة فيما يخص خدمة كتاب الله ومن الامارات العربية المتحدة الدكتور عبد الله العامري تبرع بعدد خمسة فصول الآن اشرفت على النهاية، اضافة الى الهيئة الخيرية الاسلامية دولة الكويت مكتب السودان الذي قام ببناء «4» فصول ومحسن سعودي قام بتشييد صهريج المياه وديوان الزكاة الاتحادي كان له اسهام واضح في تشييد هذا المعهد. هذا المعهد الذي اراد له مؤسسه أن يبدأ من الخلوة حتى الكليات تقرر له ان يفتح ابوابه في بداية شهر القرآن «رمضان المعظم» وهو باب من ابواب الصدقة الجارية خص بها الله هذا الرجل المحسن وشاركه آخرون في هذا الفضل من الذين انعم الله عليهم بخدمة كتابه والانفاق في سبيله لينير بهم طريق الحق والخير نسأل الله تعالى ان نكون أنا وانت عزيزي القارئ منهم وان يوفق الله الشيخ الدكتور عباس مصطفى ومن خلفه اهل الخير لاكمال هذا الصرح الطيب وينفع به ابناء المسلمين في ارض الاسلام جميعًا.