قلل وزير الخارجية علي كرتي من إمكانية تحريض دولة جنوب السودان إسرائيل كي تضرب مصنع اليرموك بالخرطوم، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى محاسبة تل أبيب على قصفها لمصنع اليرموك. واتهم كرتي في تصريحات ل «البيان» على هامش مشاركته في الدورة غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب، دولة جنوب السودان، بأنها غير راغبة في تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع السودان، قائلاً: «إن هناك اتفاقات تمت وهدأت بعدها الأوضاع نوعاً ما، لكن في الجولة الأخيرة للجنة الأمنية السياسية اتضح تماماً أن جوبا غير راغبة في تطبيق هذه الاتفاقية في جانبها الجانب الأمني، وهذا بالتأكيد يؤثر ويعيدنا إلى مواقف سابقة وشكوك بشأن التزام جنوب السودان بتنفيذ هذه الاتفاقيات».وما إذا كانت الخرطوم تتهم جنوب السودان بتحريض إسرائيل على قصف مصنع اليرموك، قال كرتي: «لا أعتقد أن يصل جنوب السودان إلى هذا الحد، فليست لديه القدرة على تحريض إسرائيل». وأوضح أن بلاده لديها موقف تاريخي واضح من الاحتلال الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية منذ بداية حرب 48م ضد إسرائيل، وكان شارك فيها المجاهدون السودانيون بأعداد كبيرة، كما أن السودانيين لديهم وجود معروف بغزة. وتابع قائلاً: «منذ ذلك الحين، إسرائيل لديها قناعة بأن السودان لن يقف في صفها أبداً، لذا تقوم إسرائيل بمحاولات متكررة مثل دعمها المتمردين في جنوب السودان واعترافها بالمتمردين، ثم دعم المتمردين في دارفور الذين تعترف بهم إسرائيل ضمن محاولات زعزعة الأمن في البلاد، فهذه مواقف إسرائيلية تاريخية تجاه السودان باعتباره شعباً ودولةً لم ولن يرضيا بما تقوم به إسرائيل من عدوان على الشعب الفلسطيني». وقال كرتي إن وزراء الخارجية العرب اتخذوا موقفاً واضحاً جداً وقراراً قوياً جداً بإدانة إسرائيل، ومطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل لوقف هذا العدوان المتكرر ومحاسبة إسرائيل على ذلك، مشيراً إلى أن القرار أيضاً تضمن تكوين لجنة وزارية عربية «تونس ومصر وقطر، بالإضافة للأمين العام للجامعة د. نبيل العربي»، لمناقشة آثار هذا العدوان والتقدّم بمقترحات عملية للمجلس الوزاري ترفع للقادة العرب في القمة المقبلة. وعن الموعد المتوقع لتقديم المجموعة العربية بالأمم المتحدة طلباً لمجلس الأمن لاستصدار قرار ضد إسرائيل، قال كرتي: «إن ذلك سيكون قريباً لكن لم يتحدد وقت، والقرار العربي الآن أن تتواصل الجامعة العربية مع شكوى السودان إلى مجلس الأمن حول هذا الموضوع».