قبل أكثر من شهر تقريباً وقف الأمين العام للحركة الإسلامية بشمال دارفور عثمان محمد يوسف كِبِر أمام أعضاء الشورى في قاعة مجذوب الخليفة بالمنزل الرئاسي محاولاً إثنائهم عن قرارهم الذي خرجوا به بعد اجتماعات مطولة والذي قرر ترشيحه لدورة جديدة على الرغم من منع دستور الحركة الجديد «غير المجاز» من الجمع بين الحاءات الثلاثة، ولكن في نهاية الأمر امتثل كِبِر لقرار الشورى بعد «فاول نظيف» مع المركز حيث أجمع أعضاء شورى شمال دارفور على بعض الفقرات في الدستور، ولكن يبدو أن «حكم» المركز احتسب الفاول ولم يعتبره نظيفًا، وإن كان المركز لم يتحدث مباشرة عن هذا الموضوع مع أمين الحركة بالولاية ولكنه رأى ألاّ تكون شمال دارفور مخالفة لبقية الولايات في هذا الأمر، فعقد شورى الولاية جلسة طارئة بذات القاعة ولكنها كانت غريبة جداً وتكمن غرابتها في أن كِبِر تقدَّم باستقالته للشورى وأعلن أن هذه الاستقالة هي امتثال للدستور الجديد، وقال إنه لا يحب أن تكون ولاياته مخالفة لبقية الولايات كما أنه يعمل بمبدأ الطاعة والشورى إن كان في الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني وهذا أكده بحديثه حينما قال إن «الإنقاذ وإن نزعت منه حكم الولاية ووضعته في غياهب السجن فلن يتمرد عليها كما فعل الآخرون لأنه ابن الإنقاذ تربى على مبادئ وليس على مصالح» ونعود لموضوع غرابة تلك الجلسة فبعد تقدم كبر باستقالته أرجأ رئيس الشورى بالولاية الدكتور عثمان عبد الجبار قبولها أو رفضها إلى ما بعد المؤتمر العام وكلف الأمين العام بممارسة صلاحياته ومهامه إلى ذلك الوقت، ورفع الجلسة لأداء صلاة المغرب، وهذا يعني أن رئيس شورى الحركة بالولاية لم يشاور أعضاء الشورى ولا حتى الوفد القادم من الخرطوم من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بهذا الشأن، مما جعل الكثير من الأسئلة تدور من أعضاء الشورى عن هذا التصرف ومدى قانونيته، وحتى الأمين العام عثمان كِبِر دُهش لهذا التصرف ولكنه في النهاية تقبَّله على مضض دون أن يفك دكتور عثمان طلاسم ما قرره في تلك القاعة الواسعة. عموماً عاد وفد الخرطوم ومن معه من أعضاء الحركة الإسلامية بشمال دارفور للخرطوم وأسئلة عديدة تتبادر إلى أذهانهم خاصة بعد أن تم تكليف الأمين العام «المستقيل» بذات المهام للمشاركة في المؤتمر العام، ولعل البعض ينتظر ما يسفر عنه هذا المؤتمر من إجازة الدستور الجديد وعودة أمينه العام الأستاذ علي عثمان محمد طه إلى موقعه أو اختيار آخر لا يجمع بين الحاءات الثلاثة، ليسير من خلفه شورى شمال دارفور.