إن كانت مباراة الهلال وأهلي شندي التي أُقيمت مساء الجمعة الماضي في البطولة الإفريقية قد صُنِّفت كمباراة نظيفة حيث لم يرتكب فيها لاعبو الفريقين الكثير من «الفاولات» الخشنة، وهي التي أُقيمت في ذات التوقيت الذي كان فيه قادة الحركة الإسلامية بشمال دارفور يحاولون ختام جلسات شوراهم دون فاولات تعيق اختيارهم للأمين العام الجديد، وعلى الرغم من المراوغة الكثيرة لأمين الحركة الإسلامية عثمان محمد يوسف كبر إلا أنه استطاع الإفلات من الوقوع في «فاول» مع المركز، أو هكذا كان وصف كبر في الجلسة الختامية لاختيار الأمين العام للحركة الإسلامية بالولاية حيث قال «نحن لعبنا دائمًا نظيف مع المركز ولا نرتكب فاولات معه» وكان يريد بحديثه هذا الخروج من المأزق الذي وضعه فيه شورى الحركة الإسلامية بعد أن أصر قادتها على عودة كبر أمينًا عامًا للحركة الإسلامية مرة أخرى فإن بعض المراقبين صنف الجلسة الختامية لشورى الحركة الإسلامية بولاية شمال دارفور بجلسة «الفاول الخطير»، وهي الولاية التي يصف واليها وأمين الحركة الإسلامية فيها عثمان محمد يوسف كِبِر لعبها بأنه دائمًا ما يكون نظيفًا مع حكومة المركز، وكان التمهيد لارتكاب فاول مع المركز من القيادي الأمين محمد الذي طالب الجميع «بلعن الشيطان»، فعلت هتافات التهليل والتكبير في قاعة الشهيد مجذوب الخليفة، وقال الأمين إنهم يطبقون وصية الأمين العام للحركة الإسلامية الأستاذ علي عثمان محمد طه بأن لا نختلف حتى لا تتجزأ الحركة الإسلامية، مضيفاً أن شمال دارفور لها وضعية خاصة لتجاوز كل ما يمنع عودة الأمين العام السابق لدورة جديدة، وأوضح أن مبررهم لعودة عثمان كبر هو عدم الانشقاق والخوف من الفتن، واتفق القيادي محمد سليمان مع من سبقه في الحديث وقال: بالرغم من قناعتي التامة برفض عثمان كبر للعودة مرة أخرى ولكن نقول له إن خير الناس أنفعهم لهم، وطالب كبر بالتنازل لرغبات مجلس الشورى، فيما قدم عثمان كبر مبررات رفضه الترشُّح لدورة جديدة ولكنه عاد بالقول إننا في الحركة الإسلامية نخلف الله في الأرض وهذه الخلافة تأتي بالعمل في الدعوة وهي عماد هذه الحركة الإسلامية، وأضاف أن الخطأ مع الاسترشاد أحمد من الصواب مع الاستبداد وقصدنا الاسترشاد بالرأي، وأوضح عثمان كبر الفقرة التي لا تجوِّز عودته مرة أخرى لمنصب الأمين العام ولكنه عاد بالقول: نحن أدينا القسم لولاء الحركة الإسلامية واستند كبر في رضوخه لرغبة الشورى إلى ديباجة الدستور التي تقول «نحن أعضاء الحركة الإسلامية نساعد في نشر الدعوة وكل شيء لله، والعمل للدعوة بالحسنة لحفظ الحركة لكل المؤسسات والمنظمات والأجهزة والتي تنشئها أو تشارك فيها استقلاليتها وكينونتها وفاعليتها في إطار المهام الموصوفة بالنظم واللوائح الخاصة بتلك المؤسسات والمنظمات» مشيرًا إلى أن هذه النقطة أعطت المؤسسات شيئًا من المؤسسية وبهذا المنطق نبحث عن استقرار الحركة الإسلامية، مؤكدًا أن النزول لرغبة الشورى فرض عين بالنسبة له، ولكنه طالب بوضع صيغة نهائية يتم التوقيع عليها من الجميع، وقال: يجب وضع وزيرين بالنسبة لي أولهما مجلس الشورى هذا باعتباره الوزير الأول ليذكرني إن نسيت وإن تذكرت يعينني، وأضاف كبر أن اجتماع الشورى هو الجسم الثاني بعد المؤتمر العام داعيًا إلى ضرورة أن تكون هذه الدورة للقيادة والقاعدة والممارسة. عمومًا انتهى اجتماع شورى شمال دارفور وعاد بأمينه السابق لدورة جديدة وسط تكبير وتهليل الجميع وتبقى الأعين مبصرة لما ستفرزه الدورة الجديدة التي جاءت بعد «فاول» نظيف دون كرت بعد أن اختار مجلس الشورى قائده السابق.