جامعة المغتربين هي الحل الأمثل لمعالجة قضية التعليم الجامعي لأبناء المغتربين بالوطن والحل الأجمل لعودة الأسرة مع أبنائها للوطن، والحل الأكمل لكي يتكامل رب الأسرة لوطنه بعد استقرار أبنائه بالوطن. فكرة الجامعة نبعت بجامعة الملك سعود بالرياض ورعاها القائمون عليها من الأساتذة السودانيين الأجلاء بالجامعة ومن «منازلهم» مضحين بوقتهم الخاص والعام واجتماعات امتدت لسنوات وكل خميس في بيت زول.. جهاز المغتربين كان ينظر لها بأن هذا الكلام عن إنشاء جامعات من مال المغتربين مجرد «هضربة ملايات» كيف لا وهو الجهاز الوحيد في العالم الذي يلتحف بملايين الملايات وأيضاً أم السفارات كانت تشارك الجهاز في هذا «التشخيص» والحديث وصل لصاحب القول الفصل فخامة الرئيس عمر.. الذي بشّر القائمين على الجامعة بدعم الدولة وفعلاً تم ذلك ومنحت الجامعة أرضاً مساحتها أكثر من مائة فدان بشرق النيل لإقامة المدينة الجامعية عليها. وأصبحت الكرة في ملعب المغتربين. طرحت أسهم الجامعة للمغتربين وكان العشم أن لا تحوق هذه الأسهم.. ولكن بكل أسف الإقبال على المساهمة لم يكن بقدر الحلم وكيف لا يكون كذلك والجامعة لا بدّ أن تكون «تحت» رعاية جهاز المغتربين باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للمغتربين والجهاز بلّد غالبية المغتربين وأنساهم بلدهم بعد أن بدّل آمالهم وأحلامهم وجعلهم مهاجرين بكل أرصفة المدن بلا عناوين ولا مواعين وهم في انتظار ولادة مؤتمرات ولقاءات الأمين العام لحل مشكلة التعليم. وبعد أن أقلعت الجامعة بمن حضر، صرح البروفيسور أحمد أبا سعيد رئيس مجلس إدارة شركة المغتربين للتعليم عن طرح أسهم الجامعة عن طريق بنك الاستثمار، وهذا خبر جميل والأجمل أن البروف أحمد هو رائد الاختراعات بجامعة الملك سعود بكلية الهندسة الكيميائية، وحصد قبل أيام معدودة جوائز براءات الاختراع وتم تكريمه مع زميله الدكتور قيلي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدا لعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله ورعاه راعياً لتكريم العلم والعلماء. جهاز المغتربين كان لابد أن يساهم في تكريم الخبرات السودانية بالخارج خاصة في موسم الإجازات والتقديم للجامعات ولم يخيِّب ظننا عندما صرح الدكتور في مؤتمر من ضمن المؤتمرات المريرة وتحدث عن جامعة المغتربين و«بدل» أن يبشِّر بالبشريات بأن الجامعة في عامها الثالث سوف تستوعب وتستوعب قال إن هناك بعض «المطبات» التي تواجهها.. نعم فاجأنا بالمطبات.. قال الأمين قبل أن يقول لنا أربطوا «الأحذية» نعم لو قال للمغتربين فقط أربطوا الأحذية بمثلها نعبر كل المطبات. ولو قال أربطوا البطون بالفائض منها يعبِّر الوطن كل المحن الاقتصادية بزراعة ملايين الأفدنة وإقامة صوامع الغلال ومصانع الغذاء والدواء والكساء وكل ذلك لا نسأل الدولة تمويلاً.. ونكرر القول بالمطالبة «بجهاز استثماري للمغتربين» ونقطة على السطو.. ولحد هنا كفاية سطو على خبرات وخيرات المغتربين والمتاجرة بهم بمؤتمرات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر. وإلى أن يسمع «عوووك المغتربين المسؤولين يايمه رسلي لي علوق».. والسودان يعيش زمن «النهوض» جهاز استثماري بقيادة البروف أحمد ينشئ المزارع والمصانع ومراكز الأبحاث التي تملأ البلد اختراعات.. أمين المغتربين الحالي مازال يعمل على ملء البلد ملايات ويقول: «إما الهبوط وأما المطبات». اللهم لطفك .