ترتبط الفتاة الثرية البرجوازية بشاب فقيرفتعميها مشاعرها عن كل الفوارق، وما إن يتزوجا حتى تظهر الفوارق في كل شيء فيكتشفا أنهما ضدان لايتوافقان إلا في عوالم الحب الافتراضية ويصبح الواقع صادمًا فيكون الخلاف والانفصال دومًا إلا في حالات بسيطة تسعى لخلق صيغة توافقية لتستمر الحياة، ملف «البيت الكبير» التقى بعض الأشخاص لمناقشة الظاهرة. الفاتح الأمين موظف بإحدى المؤسسات الحكومية قال: أولاً وقبل كل شيء وعندما يريد الشاب أن يتزوج لا بد له من أن يجد الفتاة التي تناسبه علميًا وثقافيًا وماديًا لأن ذلك سيسهم بدرجة كبيرة في ديمومة العلاقة بينهما كما أنه يقلل الخلافات، ويمضي الفاتح قائلاً إنه ليس هناك مانع من الارتباط بالفتيات «الغنيات» لكن لا بد من الالتفات إلى ما يتعلق بضرورة الانسجام والتكافؤ بين المقبلين على الزواج، ثم أردف قائلاً حسب قناعتي الشخصية البنات الغنيات صنفان الأول يكون مسيطرًا على الرجل وموجهًا له والثاني رغم ثروتها ومالها فهي تقدر الحياة الزوجية وتحترم زوجها ولا يتعدى عندها المال كونه وسيلة لحياة سعيدة. «أيمن عثمان» قال إن الناس بصفة عامة عندما يتعارفون يبدأون التفكير في بعضهم البعض من منطلق هل يصلح ذلك الآخر ليكون صديقًا أو زوجًا، وهذا يرتبط بمهنة الشخص وذكائه وثروته، وإمكان تحقيق التفاهم والتواصل بينهم ونحن هنا لم نسمع مثلاً «عامل نفايات» تزوج طبيبة، وزواج الشاب من فتاة ثرية نجاحه وفشله يرتبط بهما فبإمكانهما تجاوز كل تلك الفوارق المادية بينهما، وعدم تدخل الأسر بينهما لأنهم غالبًا ما يؤدون إلى فشل مثل هذه الزيجات. «حسام إبراهيم» ابتدر لنا حديثه قائلاً إن الكثير من الشباب يتعرف على فتاة ثرية ويكون هناك إعجاب وتنشأ علاقة جميلة بينهما وعندما تصل إلى مرحلة الزواج سرعان ما يسري الخوف لدى الرجل من رفض الفتاة له عندما تعرف أنه متوسط الدخل أو فقير، وحكى حسام تجربته الشخصية حينما تعرف على فتاة غنية وأصبحت بينهما علاقة جميلة وأراد تتويجها بالزواج فتقدم ليطلب يدها واندهشت عندما وافقوا وتم الزواج والحمد لله نحن الآن في أحسن حال ونعيش سويًا مع أفراد أسرتها وفي أمن وأمان وأجد معاملة جيدة من جميع أفراد أسرتها ويوجد بيننا الاحترام المتبادل والذي ذلل كل الفوارق بيننا. وفاء جمال الدين «طالبة بجامعة الخرطوم» قالت في حديثها ل«البيت الكبير» إنها الحمد لله من أسرة ميسورة الحال لا تمانع هذه الأسرة من تزويج بناتها إلى شباب متوسطي الدخل أو فقراء، وأضافت بالقول أنا شخصيًا مقياسي ومعياري للزوج المناسب هو خلقه ودينه وفهمه للحياة ولا يهمني أن كان غنيًا أو فقيرًا أو حتى لا يملك شيئًا فأنا سأتزوجه هو ولن أتزوج ماله أو ثروته أو سلطته، ومضت وفاء في حديثها قائلة: السعادة ليست في المال لكن السعادة مع من يقدِّر الحياة ويضعها في مكانها الصحيح. مصطفى الربيع عامل قال إنه يتحفظ على الزواج من الفتاة الغنية خوفًا من أن تسيطر عليه وتتحكم في حياته باعتبارها صاحبة المال مضيفًا أنه لا يمانع أن يتزوج من أي فتاة غنية لكن بشرط أن تتفهم وضعه وأن تكون قادرة على العيش معه وتقدر الحياة.. مضيفًا أن من بين الفتيات الغنيات توجد بنات الحلال اللائي يستأهلن كل خير. ويرى علم الاجتماع أن الزواج الناجح هو ما يكون فيه التكافؤ في جميع النواحي حتى من الناحية المادية مؤكدين أن زواج الشاب من فتاة غنية بسبب المال يكون مصيره الفشل، وهناك بعض الشباب يرفضون الارتباط بفتاة غنية حتى لا يقعوا في الحرج الذي تسببه بعض الحالات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعيشها الفتاة قبل ارتباطها بشاب أقل منها ماديًا، وغالبًا ما لا يحدث تكافؤ لو لجأ شاب للزواج من فتاة غنية تاركًا جميع الاعتبارات وينظر فقط للمال، والعرف الاجتماعي والنفسي والعلمي أن يكون هناك تكافؤ في جميع الأمور.