يعتبر المنزل هو الملجأ والمأوى الذي يشعر كل ساكنيه بالانتماء الكامل له وبأنه الأم الرؤوم التي تبعث الدفء والحنان في حناياه حتى لو فارقه أو كبر عليه أو مازال يقطن فيه، ولكن ماذا لو انقلبت الآية وأصبح البيت جحيمًا نفرُّ منه ولا نعود إليه الا مضطرين؟ «البيت الكبير» أجرى استطلاعًا حول هذا الموضوع. أيمن أحمد «طالب جامعي» يقول: الفرد بلا منزل كالزرع بلا ماء: وفي رأيي الشخصي المرء أو الفرد الذي يميل إلى منزله عليه أن يجد حلاً ناجعًا لذلك لأن البيت هو الملاذ والسلوى، وأنا شخصياً لا أشعر بالراحه إلا في منزلي. على النقيض من ذلك تقول «ع,ك» والتي فضّلت حجب اسمها إنها تعاني من تعامل زوجة أبيها غير الطيب معها وكراهيتها لها ومن ثم كراهية البيت وعدم الراحة فيه والرجوع إليه بعد ساعات انتهاء عملها وهي كارهة له. وتوافقها الرأي سلوى علي «طالبة جامعية» وهي تسكن داخلية تقول: عندما يبتعد الإنسان عن أقرب شيء إليه لفترة طويلة فإنه يشعر بالاشتياق إليه ولكنني في سكن داخلي فأضطر بعد انتهاء محاضراتي إلى المكوث في الجامعة حيث أقضي أغلب الأوقات مع أصدقائي. كما قال «أمجد إبراهيم» متزوج حديثاً: لا أشتاق إلى المنزل بسبب زوجتي النكدية، لذلك لا أحبذ البقاء في المنزل طوال اليوم مما يزيد الاشتياق والحنين إلى حياة العزوبية.. «تطلع من بيتك حزين تلقى الفرح عند مين» هذا مابدأت به مروة النور حديثها وأضافت: برأيي الشخصي لا نجد الراحة والاستقرار إلا داخل المنزل لذلك أفضل أن أقضي معظم وقتي بالمنزل، وأضافت: عند خروجي من المنزل للعمل وعند انتهاء ساعات العمل الأولى أُفكر كثيراً في عودتي للمنزل وأتمنى أن ينتهي دوام العمل كي أعود للمنزل، أما الناحية الاجتماعية فهي أحيانًا تتطلب زيارة الأهل والأصدقاء وحضور المناسبات والمكوث عدة أيام فأنا لا أشعر بأنني مرتاحة لوجودي خارج المنزل وأجد صعوبة كي أتأقلم على المكان الجديد. وتقول الخبيرة الاجتماعية إبتسام أحمد إن البيت هو المكان الوحيد الذي يلم شمل الأسرة وهو باعتباره مملكة لكل أسرة ولكن مع وجود اختلافات داخل أفراده سواء أكانت بين الأب والأبناء أو الزوجة والأولاد تصبح تلك المملكة تعاني من الانقسامات التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بعض أفرادها بالرغبة في الابتعاد عنه مما يولد التفكك الأسري، وقد يشعر بعض أفراد الأسرة بالضيق والتذمر وهم داخل البيت وذلك يؤدي إلى البحث عن مأوى آخر لهم لا يذكِّرهم بما يدور بداخل بيتهم ولكن هذا لا يجعلنا نغفل أن هنالك بيوتًا كالجنة أفرداها في توادد واحترام متبادل وإحساس بالحنان المتبادل مما يجعل أفرادها يتمنون العودة إلى منزلهم بأسرع وقت وأوصي الزوجات بالمحافظة على منازلهنَّ لأنهنَّ هنَّ الأساس له كما أنهنَّ أمهات فيجب عليهنَّ أن يحافظن على تلك المملكة هادئة مستقرة.