وصية الشهيد: أحمد أبوبكر شيخو الحمد لله رب العالمين الذي قال في محكم تنزيله «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم». وأشهد أن محمد عبده ورسوله إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ومن سار على نهجه واقتدى بسنته الى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. اما بعد... الوالد المجاهد... أبوبكر شيخو المحترم تحية إيمان وإجلال ووسام حق ابعثها إليك من أرض الجهاد والاستشهاد من أرض جنوبنا الحبيب ومن معسكر محاط بالجبال كجبال أحد ومن بين جموع المجاهدين الحالقين رؤوسهم ومقصرين وتقبل سلاماً جماً وتحية من عند الله مباركة طيبة ممزوجة برائحة المسك. والدي.. أذكر قول الشاعر.. يابن اَدم ولدتك أمك باكيًا والناس من حولك يضحكون سرورا فاحرص على عمل تكون به إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا فكان هذا العمل هو الجهاد في سبيل الله وبيع نفسي إليه وغني عنها ولكنى الفقير إليه المحتاج الى فضله وثوابه وأطمع أن يغفر ذنبي وإسرافى فى أمري ويقيني أن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه لذا يجب أن تستقبل خبر استشهادى بالتكبير والتهليل ولتعلم أن ابنك لم يمت وهو فى الفردوس يعانق الرسول صلى الله عليه وسلم وربح البيع يا والدي والمولى عز وجل يقول: «ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون». والدى.. أعلم أني كبير البيت ولكني أستودعكم الله الكبير المتعال لذا إياكم أن تخشوا الفقر بعد استشهادي فالله هو الرازق ذو القوة المتين وهو الحافظ الأمين لأسرتي. وأخبروا والدتي بأن هذا قضاء الله وقدره لكل إنسان أجل فإن لم أمت بأرض الجهاد مت وأنا بينكم ولا حول ولا قوة الإ بالله لذا يجب أن تحمدوه وتشكروه علي النعمة بأن يكون ابنكم بين الشهداء واذكروا أخي الشهيد... ألا كفى البكاء يا أم شبل شهيدك لم يمت بشراب خمر فكبري أم الشهيد وهللي أم الشهيد فلا تحزن او تبكي ام ولدها في ليلة زفافه وهو مع الحور العين كامثال اللؤلؤ المكنون. وأسالي المولى أن يتقبل جهادي وأن يجمعنا في جنات ونهر كما في قوله تعالى :«إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر».