يعد الأطفال في جميع المجتمعات من الشرائح المهمة التي تحتاج إلى الرعاية والعناية بها فهي من الشرائح الضعيفة التي تهتم بها كافة الديانات والمنظمات الإنسانية، وأمر حمايتهم ورعايتهم مسؤولية يقع على عاتق الجميع وديننا الإسلامي أساس التشريعات ومرجعيتها في كل زمان ومكان وضع اهتمامًا خاصًا بشريحة الأطفال وأوصى برعايتهم وحمايتهم وهذا ما أكده القرآن الكريم، وأمّنت عليه السنة النبوية، وهذا ما يظهر جليًا من خلال ما ورد عن النبي «صلى الله عليه وسلم» وكيفية تعامله مع الحسن والحسين أبناء فاطمة بنته عندما كانوا صغارًا وما ورد عنه «صلى الله عليه وسلم» فيما معناه «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا» وكذلك أوصى الإسلام برعاية الأطفال اليتامى والعناية بهم وثواب من يفعل ذلك الجنة كل تلك وغيرها محفزات لحث الناس على العناية بهذه الشريحة المهمة.. فجميع القوانين نجدها تكفل جميع الحقوق للأطفال والمتمثلة في حق التعليم والعلاج وحمايته من الأخطار التي قد يتعرض لها ويعد السودان من الدول التي قطعت شوطًا بعيدًا في مجال قانون الطفل وقفزت قفزات كبيرة خاصة بعد إجازة قانون الطفل لسنة «2010م» فقد كفل القانون وأمّن على جميع حقوق الطفل في التعليم والصحة وغيرها كما عمل على تشديد العقوبات في حق الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال فأصبحت جرائم الاغتصاب والاختطاف تصل لحد الإعدام والسجن المؤبد على عكس ما في السابق عندما كان مرتكب هذه الجرائم في حق الأطفال يعاقب بالسجن ما بين «3 5» سنوات، وكذلك حرص القانون على وجود شرطة خاصة بجرائم الأطفال وهي شرطة حماية الأسرة والأطفال التابعة لشرطة أمن المجتمع وتخصيص رقم مجاني لاستقبال بلاغات جرائم الأطفال وهو الرقم (9696) الذي أصبح يحفظه جميع الأطفال إضافة لذلك أوصى القانون أيضًا بإنشاء نيابات متخصصة لاستقبال قضايا الأطفال كل ذلك حتى تتوفر الحماية الكاملة لأطفال السودان بالصورة التي تؤمن مستقبل هؤلاء.. فالقانون في حد ذاته يعد نقلة كبيرة ويساعد كثيرًا على الحد من الجرائم التي كثيرًا ما يتعرض لها الأطفال من أصحاب النفوس الضعيفة خاصة جريمة الاغتصاب، وقد تم تنفيذ عدد من العقوبات مؤخرًا مما سيشكل انذارًا وتهديدًا لمن تدعوه نفسه لارتكاب مثلها. ومن هنا يقع دور كبير على عاتق الإعلام بضرورة التبصير وإبراز القانون حتى يدركه الجميع ويلم به، وفي اليوم الذي يحتفل العالم بيوم الطفل لا بد لنا من تحية لجميع القائمين بأمر حماية الأطفال بالسودان من شرطة حماية الأسرة والطفل والمجلس القومي للطفولة والمنظمات العاملة في مجال الطفولة ولكل حادب على مصلحة أبناء الوطن.