سبق أن أشرتُ في مقال سابق لجريمة منظَّمة وبدقة عالية تستهدف اغتيال جامعة الرباط ونسف فكرتها القائمة على التميُّز في كل شيء، وذلك بعد النجاح الكبير للجامعة واعتلائها مكانة مشرِّفة للسودان والقارة السمراء، فالجامعة تشكِّل ذراعاً علمياً للشرطة في مجالات البحث الجنائي والمعملي وتعمل على رفع القدرات بالأجهزة الأمنية وغيرها وذلك لخدمة الوطن وتنمية موارده ونهضته فكريًا وعلميًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، فضلاً عن تخريج كوكبة مُميَّزة من الطلاب المؤهَّلين والمميَّزين في كل مجال علمي، بل هم من سيقودون مسيرة هذه البلاد في كل المجالات. وقتها حمل علينا بعضُ المقرَّبين لوماً لما أشرنا له، فقلنا لهم إنا مُشفقون على جرأة المبادرة من الهلاك وتربُّص تلك المجموعة «الوافدة» التي ظلَّت تخطِّط وتتآمر على كل النجاحات وإن كانت من تحت أيديها، جشعاً وطمعًا وحسداً من عندها فما الذي حدث؟ إنه مكر الله «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ». ومكرهم هذا حاق بهم فنيابة التحقيقات الجنائية وجرائم المعلوماتية دفعت لساحات العدالة ملف اختراق الموقع الإلكتروني حيث يمثل أمام المحكمة متهم كشفت التحريات بحسب الأخبار الواردة بالصحف أن دوافع تدمير الموقع تتركز حول تحقيق مصالح خاصة بالمتهم وتغطية بعض المفاسد الإدارية والمالية. وطالما أن المحكمة تنظر في هذه القضية الخطيرة حتماً ستتكشف الكثير من الحقائق وسنُمسك أقلامنا بحول الله إلى أن تقول العدالة كلمتها، فالجريمة «مركَّبة» وتتعدَّى جُرم الاختراق إلى جريمة التستُّر والاشتراك الجنائي في الاعتداء على المال العام اختلاساً وهدراً، إذ لا يُعقل أن تكون للجامعة عدة سيرفرات، مدفوعة الثمن وتعجز عن اسرجاع موقعها المخترَق، والمعلوم بالضرورة أن الاختراق لا يُنهي صلاحية الاستضافة. فالمؤامرة بهذا التوصيف تتعدَّى مسألة الفساد إلى إفشال الإدارة الحالية بدمغها بشبهة الفساد والاختلاس والفشل ولكن مكر الله حاق بهم وكشفهم، وها هو العلامة البروفسيور عبد اللطيف عشميق ينال ثقة الدولة ليقود دفة الرباط وتنتظره الكثير من التحديات لعلَّ أكبرها الحفاظ على مكانة وهيبة الجامعة بإبعاد كل المتآمرين الذين انطبق عليهم المثل الشعبي: «التسوي كريت تلقى في جلدها»، وللذين لا يعرفون قصة «كريت» عليهم مراجعة معهد الدراسات المعرفية والسؤال عنها من ناس «الجزيرة» فالقصة من التراث ل«غنماية» تأكل شجرة القرض الذي يدبغ جلدها بعد ذبحها. أفق قبل الأخير: طالما أن ملف المؤامرة الآن أمام القضاء ومدير عام الشرطة ونائبه وبروف عاشميق فإن الجامعة ستظلُّ على مكانتها شامخة ومتميِّزة ومتفوقة ونظيفة وسيزداد عطاؤها خدمة للبحث العلمي والأكاديمي وخدمة للمجتمع، بالمناسبة مفوض الجامعة «الشاكي»، تم نقله لموقع آخر. أفق أخير:- هناك تفاصيل مملة للتحصيل الإلكتروني!!