تردٍ بيئي وانهيار ملحوظ يشكل عنواناً عريضاً لواقع مستشفى كوستي، في ظل غياب تام للأجهزة المختصة عن القيام بواجبها تجاه المستشفى، وهو ذات السيناريو الذي أصبح مكرراً بمستشفيات الولاية الاخرى، وقد وصل الوضع بمستشفى كوستى إلى حد جعل المواطن ناقماً على الحكومة ووزارة الصحة بالولاية، ومندداً بعدم اهتمامها بأمر المستشفيات، ومثله كذلك يتكرر بمستشفيات ولاية النيل الابيض، والمراكز الصحية لا توجد بها أية خدمات بالرغم من توالي أصحاب الاختصاص على هذه الوزارة المكلومة، إلا أنهم مغلوبون على أمرهم، وكشف مصدر ذو صلة أن الصحة في النيل الابيض تعتبر آخر اهتمامات الولاية، مشيراً إلى وجود أكثر من صرح بمدن كبرى مثل ربك والدويم تقام بالعون الذاتي، فضلاً عن ذلك فإن مستشفى الأطفال بكوستي يعتبر أنموذجاً لهذا التردي. وانتقدت سارة آدم من قسم الأطفال قائلة إنه لا بد أن يكون قسم الأطفال أكثر تأهيلاً، مشيرة الى حجم المعاناة التي تتمثل في ندرة الاسرة بالعنابر، مشيرة إلى أن الإجراءات الطبية تتم كلها بمقابل أياً كانت، «حتى تركيب الفراشة وإخراجها بقروش؟». ووصفت نعمات حسن الوضع بمستشفى الاطفال بالمأساوي، حيث انتشارالبعوض والحشرات، الى جانب انقطاع الكهرباء، في ظل وضع متسيب طوال الدوام إلا القلة منهم، وفي كثير من الأحيان لا يوجد طبيب لمراقبة الحالات، فيما اقر مدير المستشفى دكتور حبيب فضل محمد بأن قسم الاطفال لا يصلح للتأهيل، وقال ل «الإنتباهة»: «عند بناء مستشفى الأطفال للحوادث أكدنا ضرورة قيام مستشفى آخر للأطفال يكون ملحقاً، وأن يكون من سبعة طوابق، وبدأنا في الحفر، وحتى مبالغ الطابقين جاهزة، ولكن اتضح أن هنالك عين مياه، لذلك انتقل الحفر إلى عدة مواقع. وأوضح حبيب أن جهاز معالجة مرض اليرقان للاطفال متعطل، ويسمى جهاز الضوء، واتتنا مذكرة بشراء لمبات، وتم توجيه المذكره للجنة المشتروات بالمستشفى، لأن الجهاز يأتي من الامدادات الطبية بالخرطوم، واشار فضل إلى أن الركض وراء سد النواقص من صميم العمل. وانتقدت إحدى السسترات داخل المستشفى تجاهل وزارة الصحة للمشكلات التي يعاني منها المرضى والعاملون بداخل المستشفى، ووصفت الوضع بالمقرف من واقع الروائح الكريهة التي تنبعث طوال اليوم، إضافة إلى عدم نظافة الحمامات، وأكدت أن الاطفال مرضى اليرقان يعانون اكثر نسبة لتعطل الجهاز، ويتم علاجهم باحضار الماء الأحمر بجنيه ويقربونها للطفل المصاب كي تمتص المادة الصفراء من جسم الطفل، وقالت إن هذه الطريقة غير صحيحة، وحقيقة لا يوجد دعم لعنبر الأطفال فكل العنابر تمت صيانتها ما عدا عنبر الأطفال، وقد أوضح مراقب للوضع الصحي داخل العنبر أنه عادة ما تكون هناك حالات وفيات قد تكون اثنتين أو ثلاث، نسبة للنقص الحاد في الأدوية، والعنبر يحتاج الى الاوكسجين فهو غير موجود تماماً، وحتى يصل المريض إلى قسم آخر في المستشفى أو الى قسم الحوادث فإنه يموت لأن المسافة ما بين عنبر الاطفال والحوادث كبيرة وتحتاج لعربة، اضف إلى ذلك عملية النظافة التي لا تتم الا في الصباح فقط، وحتى علاج الملاريا للاطفال فإنه يتم خارج المستشفى. وحملنا كل هذه التداعيات ووضعناها أمام المدير العام دكتور الطيب الوسيلة ليعطينا تفسيراً لما يحدث من تردٍ في قسم الاطفال بكوستي، فأكد أنهم يعترفون بالتقصير، مبيناً انه منذ عهد عبد الله عبد الكريم تم حفر اكثر من «5» مواقع لتشييد قسم الاطفال، ولكن اتضح فيما بعد أنها بحيرة مياه ليقع الاختيار أخيراً على مكان جوار سوداتيل تم حفره، وسوف يتم تشييد مستشفى للأطفال خلال «6» أشهر. وسوف يشهد الافتتاح إذا سار الأمر كما ينبغي، أضف إلى ذلك فإن التعيينات الأخيرة سوف تفك الاختناق في مستشفى الأطفال على مستوى كل التخصصات والأقسام، والمساعي جارية لحل مشكلة عنبر الأطفال.