لم يرتح ضمير الفريق الركن إبراهيم الرشيد علي المدير العام لصحيفة الإنتباهة ولم يغمض له جفن إلا بعد أن غرس دوحة رجالات القوات المسلحة في جداول حديقة الإنتباهة التي تنتج أحلى الثمار وسقاها بالصبر والمثابرة وقوة الإيمان والإرادة والسهر ولم تخُر عزيمته رغم الصعاب التي واجهته فنبتت الدوحة وتجذرت عروقها وحجبت فروعها زمهرير وحرارة الشمس فاستظل في ظلها العسكريون العاملون منهم والمتقاعدون وكلٌّ يحكي عطاءه ودوره في إرساء دعائم صرح المؤسسة العسكرية حتى صارت ذائعة الصيت في الداخل والخارج وتتشوق جيوش دول الجوار للوصول لمستواها القتالي والإداري. تلك هي «إتكاءة محارب» التي جمعت بين رجالات الماضي التليد والحاضر المشرف والتطلع للمستقبل الباهر المجيد. إنها السجل التاريخي الحقيقي الذي ينبغي أن يقلب صفحاته كل أفراد الشعب السوداني «العسكريون منهم والمدنيون» ليلموا بتاريخ مؤسستهم العسكرية وإرثها الذي لا يقبل الاندثار وليتفاخروا بعطاء منسوبيها الذين هم جزء لا يتجزأ منهم. نحن العسكريين نتشوق دوماً لاقتناء صحيفة الإنتباهة الواسعة الانتشار والصادقة القول والخبر بأقلام كوكبة متفردة تشترك في تحرير صفحاتها بكل جرأة وشجاعة وعمق وتتناول القضايا التي تهم الوطن والعقيدة والمواطن فتصمد أمام التيارات الأخرى التي تتحطم بصخرة علمهم ومعرفتهم ووطنيتهم وإيمانهم. ويزداد شوقنا إليها قبل بزوغ فجر كل يوم أربعاء لنتزود بالدرر التي يتحفنا بها عبر الإتكاءة محررها الفريق الركن إبراهيم الرشيد.. إننا نتعجب من أين له الزمن الكافي لجمع كل تلك المعلومات الدقيقة والنادرة التي يصعب الحصول عليها لتعدد مصادرها وتباين أماكنها وإن ألسنتنا تدعو له بالتوفيق والصحة والعافية لمواصلة مشوار الرسالة، وإننا نؤكد أن فكرة إتكاءة محارب التي وُلدت بأسنانها لم يسبقه عليها أحد منذ أن كانت مؤسستنا العسكرية يطلق عليها قوة دفاع السودان والتي أصبحت كالمشكاة تضيء لنا النفق المظلم للاهتداء في المسيرة القاصدة إلى العزيز الجبار وحبل تواصل متين لن يبلى بمرور السنين بيننا. لقد تعودنا أن نلم بأحوال رفاق الدرب وأفراحهم وأتراحهم عبرها وإن زيارات القادة الذين أرسوا دعائم المؤسسة العسكرية في منازلهم والتي درجت عليها الاتكاءة من آن لآخر رفعت روحهم المعنوية وأكدت لهم أنهم مازالوا في الذاكرة وأن عطاءهم مقدر وفي حدقات العيون وأن الحبل السري بينهم وبين مؤسستهم العسكرية مازال متيناً.. إن إتكاءة محارب دوماً هي السباقة للوقوف على أحوال منسوبي المؤسسة العسكرية وكنت أمني نفسي أن تكون حضوراً في برج المعاشات بدءًا من يوم الخميس 15 سبتمبر 2011م لاستبيان تنفيذ مشروع تسليف الضباط والصف والجنود المتقاعدين. لقد كان الحضور كثيفاً وقد هرع إليه المتقاعدون من كل حدب وصوب مما يؤكد الحاجة الماسة لهم في تلك السلفية رغم بساطتها فلو تم تنفيذ قرارات الأخ رئيس الجمهورية والقاضية بزيادة المعاش بنسبة 25% و5% و 50% أو إصدار قرار بمعاش المثل لما لجأت وزارة الدفاع لذلك المشروع الذي يكشف عورتنا بازدحام البرج ومكاتبه والشارع الذي يمر به ومراقبة الآخرين الذين نتوقع أن يكون من بينهم الشامتون من الطابور الخامس والحاقدون الذين في قلوبهم مرض.. نحن نناشد الأخ المشير الرئيس البشير رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وحادي الركب أن يكرم أهل العطاء بتحسين معاشهم، ونؤكد له جاهزيتنا للوقوف مع رفاق الدرب العاملين الآن في خندق واحد ذوداً عن تراب هذا الوطن الغالي وعن العقيدة والعرض ومكتسبات الدولة بحكم أننا احتياطي المؤسسة العسكرية الجاهزة في كل التخصصات. والله أكبر والعزة والسؤدد لقواتنا المسلحة