بدأت نشأة القوات الجوية من داخل القوات المسلحة من ضباط تخرجوا في الكلية الحربية وأكملوا تدريب ضباط المشاة وتم توزيعهم على القيادات ثم تم اختيارهم بعد ذلك لدراسة الطيران. كانت الدفعة الأولى بقيادة جعفر نميري وعوض خلف الله وأربعة من الدفعة الثالثة والرابعة والخامسة كأول دفعة نواة للقوات الجوية ودرست هذه الدفعة في مصر كما أن الدفعة الثانية طيارين أيضاً الكلية الحربية وتدريب في المملكة المتحدة أما دفعة سعادة الفريق طيار ركن محمد ميرغني الطاهر فكانت من ثلاثة عشر ضابطاً من الدفعة التاسعة والعاشرة والحادية عشرة وتدربت في يوغسلافيا. بتاريخ 17 يونيو2009م.. «الإنتباهة»زارت سعادة الفريق طيار ركن محمد ميرغني في منزله وقد تحدث للصفحة عن نشأة وتطور القوات الجوية معدداً المراحل التي مرت بها والظروف التي صاحبت الإنشاء حتى أصبحت فرعاً رئيسياً من أفرع القوات المسلحة وقوة لها مكانتها الاقليمية وقادة وضباط نالوا أرفع مستويات التدريب. أول قائد لقاعدة وادي سيدنا كان الفريق طيار محمد ميرغني أول قائد لقاعدة وادي سيدنا وتم افتتاحها «قاعدة جوية» مؤهلة لاستخدام كل أنواع الطائرات الحربية وكانت قاعدة متكاملة الخدمات للطيارين والرتب الأخرى من سكن وإعاشة وخدمات صحية وترفيهية وكان التناغم والانسجام يسود بين الجميع في وئام وكان سعادة الفريق طيار ركن محمد ميرغني قد استلم قيادة القوات الجوية عام 1978م. واستمر قائداً لها إلى ما بعد انتهاء فترة المجلس العسكري والانتقالي عام 1986م بعدها سلم القيادة للواء طيار ركن خالد الزين علي. شاهد على العصر وكان العميد «ملاح جوي» ركن «م» عثمان أحمد عيسى تحدث عن الفترة التي عمل فيها بالقرب من سعادة الفريق محمد ميرغني بقوله: «عملت بقيادة القوات الجوية خلال الفترة 1980إلى 1985م مديرًا للتدريب وخلال هذه الفترة كنت لصيقاً بسعادة الفريق بحكم موقعي وكنت معجبًا جداً بقيادته وإدارته للشؤون بحنكة وحكمة وصبر واسع، ويضيف: كان العمل في قيادة القوات الجوية بفضل الله أولاً وبإدارته الواعية يجري في تناغم وانسجام وكان على رأس الهندسة حينذاك اللواء مهندس ركن يوسف مكي ويتولى فرع الإدارة العميد عبدالعزيز عمر ويقود العمليات العميد «ملاح جوي» ركن محجوب محمد مهدي وأوكل إلى شخصي تدريب القوات الجوية، وكان سيادة الفريق يدعونا إلى الاجتماعات الدورية بمكتبه أو الاجتماعات الاستثنائية التي كثيراً ما أملتها الظروف التي كانت تمر بها القوات المسلحة عموماً خاصة بعد قيام تمرد 1983م واشتعال نار الحرب مرة أخرى فكان سعادة الفريق يستمع إلى آرائنا ومقترحاتنا في كل المسائل التي يتم طرحها وكان مستمعماً صبوراً للغاية ومناقشاً واعياً وبارعاً وماهراً، أما على الصعيد الإنساني فقد كان سيادة الفريق إنساناً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كان ساعداً للعاملين معه وساعد من خلال موقعه قائداً للقوات الجوية ومديراً لمؤسسة النقل الكثير من الضباط وضباط الصف والجنود ومد يد العون للعديد منهم حتى خرجوا من الملمات والمصاعب التي كانت تمر بهم وبأسرهم. أول ضابط طيران أصبح وزيراً للدفاع وكانت الإفادات التي قد أوردها العميد ركن عمر النور في عريش القوات المسلحة بالإنتباهة سابقاً أن الفريق أول طيار القائد المقاتل الجسور عوض خلف الله عمر كان قائداً حاذقاً ورسمياً في كل معاملاته مع رصفائه وقادته وضباطه وكان حازماً قوي المراس ذكياً يتحدث العربية والإنجليزية ويجيدهما كتابة ومخاطبة، عمل قائداً لسلاح الطيران لفترة اتسمت بحسن الانضباط العسكري وثراء العمل الحرفي في فنون الطيران ومقدار القتال والقيام بالمهام القتالية الموكلة لسلاح الطيرن من قتال وترحيل وإسعاف واستكشاف وتحديد أهداف في الغابات والأدغال وعلى قمم الجبال وفي السهول والوديان وكان سلاح الطيران في عهده يتسم بجاهزية عالية واستعداد قتالي تام برغم قلة الإمكانات وكثرة المتطلبات وكان قد علم ضباطه الأمانة وعفة اليد والإخلاص والتفاني في العمل أحب الوطن وأحب جيشه وأحب وحدته الأم سلاح الطيران وأفشى فيها روح الفريق وحب الوحدة وغرس فيهم عفة النفس وقوة الشكيمة وصعوبة المراس والاعتداد بالنفس وعزتها وكرامتها، وكان مثالاً يُحتذى به في الضبط والربط، ولقد أرسى قواعد قويمة يسير عليها سلاح الطيران حتى اليوم وكان أحد أولئك العمالقة الكبار الذين بنوا القوات المسلحة بعرقهم وجهدهم وقد كان أول ضابط من سلاح الطيران يتسلم مهام القائد العام ووزير الدفاع للقوات المسلحة ومشى على دربه الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع الحالي، وقد كان من دفعته أيضاً الشهيد عبدالقادر محمد عباس أول الدفعة والعميد أنس عمر ثاني الدفعة. وكان المرحوم عوض خلف الله هو ثالث الدفعة.