قبل أشهر، أصدرت الحكومة قراراً وصف بالشجاع حينها، عندما رفضت دخول عناصر من مشاة البحرية الأمريكية «المارينز» دخول السودان لأجل حماية السفارة الأمريكية على خلفية الاحتجاجات ضد الفيلم الأمريكي المسئ للرسول«ص»، وقد وجد الرفض قبولاً واسعاً وحالة من الرضاء بعد حالة الغضب التى عمت الشارع العام، وبالأمس وبحسب الزميلة «الأهرام اليوم»، فإن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية قالتا إن فريقاً طبياً يتبع للقوات البحرية الأمريكية سيصل البلاد للمساعدة في تحليل عينات الحمى الصفراء، الأمر الذى يبرز تساؤلات حول حقيقة وجود قوات بحرية بشأن الحمى الصفراء، فهل ستكون بوابة أخرى لتدخل بها إلى السودان بعد أن رفضت الحكومة استقبالها في المرة السابقة؟رغم أن مؤشرات تدل على أن السودان واحد من بلدان أفريقيا التى انتشر بها الوباء، باعتبار أن أفريقيا من أكثر القارات انتشاراً بوباء الحمى، الأمر الذى جعل منظمة الصحة العالمية تدشن حملة تطعيم ضدّ الحمى الصفراء فى أكثر ثلاثة بلدان أفريقية. واستهدفت الحملة التى جرت على مدى أسبوع نحو «11.9» مليون نسمة فى شتى أنحاء «بنين وليبيريا وسيراليون» التى ترتفع فيها جميعاً مخاطر ظهور هذا المرض.. والسودان لم يكن من ضمن هذه البلدان فى أي عام من الأعوام، وبحسب منظمة الصحة التي تعتبر الجهة الدولية الوحيدة التى تسهم فى معظم هذه الدول الأفريقية من خلال حملاتها وبرامجها الصحية، وتجدر الإشارة إلى أن معظم تلك السنوات لم تتدخل أية جهة سياسية بهدف المساهمة فى وضع حد لهذا الوباء، وبالرجوع إلى تلك التقارير التى تخص منظمة الصحة العالمية يبرز سؤال: لماذا البحرية الأمريكية، ولماذا فى هذا الوقت بالذات، هذا إن صح الخبر التى تناولته المواقع الأسفيرية. ثمة تكهنات تبرز خاصة وأن السودان لم يصل إلى ما وصلت إليه تلك الدول الأفريقية فى معدل الإصابات والوفيات بهذا الوباء، الأمر ينظر إليه مراقبون أن استدعاء البحرية الأمريكية له عدة جوانب ودلالات وصفها المحل السياسي عباس إبراهيم بأنه لا يخرج من كونه عملاً استخباراتياً يجب أن تأخذ السلطات الحذر الكامل لدخول أية جهة بهدف المساعدة فى إنهاء أزمة وباء الحمى الصفراء، فكل المنظمات العاملة بمجال الإغاثة والعمل الإنساني، والحديث لإبراهيم، هي جهات استخباراتية الغرض الأساسي منها الوصول والحصول على معلومات خاصة، كالأزمة التى سببها وباء الحمى الصفراء بدارفور خاصة وأن الدولة لا توفي الاهتمام اللازم لمثل هذه الحالات التى تستدعي جهات خارجية لمعالجتها، فغالباً مثل هذه التخصصات لتلك الوبائيات غير موجودة فى دول العالم الثالث، والتي ليست لها إمكانيات لتقاوم مثل هذه الوبائيات. وحول صحة هذا الحديث، نفى وزير الصحة بولاية وسط درفور أ. عيسى محمد موسى وجود أية جهة أجنبية تم استدعاؤها بشأن المساعدة فى درء الحمى الصفراء بولايات دارفور الخمس، باعتبار أن ولاية وسط دارفور هي الأكثر تضرراً من غيرها، فقد أوضح الوزير خلال حديثه ل«الإنتباهة» أمس بالولاية، أنهم لا علم لهم حول طلب استدعاء البحرية الأمريكية بخصوص الحمى الصفراء، مؤكداً أن عدد الحالات فى تناقص بعد التحصين وأخذ الجرعات التى وفرتها وزارة الصحة الاتحادية. وقال عيسى إن المكافحة شملت وغطت المحليات الأربع. وكشف عن آخر حالات الإصابة بالولاية، وبلغت حوالى «337» حالة، والوفيات إلى «77» حالة .