عندما التقيت جارتنا في بيت مناسبة جوارنا لم أعرفها لأنني رأيتها مرة أو مرتين عندما انتقلوا للعيش جوارنا في حيِّنا، قمنا بزيارتها أنا وأمي ثم رأيتها مرة أخرى عندما جاءتنا لتقترض قالب ثلج وهي مستعجلة، لذا عندما طالعتني اليوم بعيون كحيلة وشعر مهندم وحناء لامعة نظرت إليها دون أن أحييها بحرارة، إلى أن أمسكت يدي وقالت لي «ماعرفتيني وللا شنو»؟! القصة أعلاه نموذج لمعظم النساء في السودان، حيث تحتفي بالخروج أكثر من المنزل، وتجدها في المنزل غير مهندمة، وتجتهد في شكلها عندما تهم بالخروج علَّها تكسب رصيدًا عند الناظرين.. الملف توقف مع بعض الآراء حول هذه الظاهرة.. يتحدث «عبد العزيز» عن هذه الظاهرة بامتعاض قائلاً: دعيني أحدِّثك عن هذه الظاهرة قبل النساء في المكتب حتى لا تحدث تحسينات على الحقيقة المرة وهي أن المرأه لا تهتم كثيرًا بزوجها بقدر ما يهمها الآخرون، فزوجتي مثلاً لا تغشى صالونات التجميل للحناء إلا إذا كانت هناك مناسبة أما لأجل زوجها فهذه آخر اهتمامتها! وتلتقط منه «أمل» طرف الخيط قائلة إن هذه ظاهرة مزعجة للغاية، فعندما تدخل منزلاً يفاجئك منظر ربة المنزل وهي ترتدي جلبابًا ممزقًا فضفاضًا لغرض راحتها الشخصية دون مراعاة لمشاعر زوجها خصوصًا بعد غزو الفضائيات للمنازل السودانية، فاختلفت معايير الجمال لدى معظم الرجال. «المنزل للراحة والنوم فكيف أرتدي ملابس الخروج وأنا نائمة أو أطبخ أو أراجع دروس الأولاد».. استنكرت «هبة» الحديث عن أناقة المرأة في المنزل وواصلت: هي ليست سوبر مان.. إنها إنسان له طاقة أحيانًا لا أجد وقتًا لتمشيط شعري، أعمل على تنعيمه بالفرشاة وأسرع للعمل. تحتج «حاجة بخيتة» على هذا السلوك قائلة: زمان لا تجد امرأة غير مهندمة في بيتها، لا تعرف إن كانت ستخرج أم ستدخل المطبخ، الآن بناتي يسبِّبن قلقاً لي، ولا تجد واحدة مهندمة أبدًا إلا إذا كانت ستخرج، حتى الحناء رغم أنهنَّ ربات بيوت، فما فائدة أن يراك الآخرون مهندمة إذا كان زوجك لا يجد نصيبًا من ذلك! وتتهكَّم سحر من طريقة اهتمامها بنفسها في حالة الضرورة القصوى عندما تكون هناك مناسبة في الحي: «أنا بطبيعتي أحب النوم، فعندما أجد فرصة أنام وأتابع المسلسل التركي، وصراحة أحب عمل شعري دوائر عندما أنام ولا أتنازل عن وضع كريمات لبشرتي ليلاً فماذا أفعل؟!». وفي الوقت الذي ينتقد فيه المجتمع هذه الظاهرة بشدة حرمها الدين بآية واضحة حيث قال سبحانه وتعالى: «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ». ويقول البيهقي: والزينة التي تبديها لهؤلاء الناس قرطاها وقلادتها وسواراها، فأما خلخالها ومعضدتها ونحرها وشعرها، فلا تبديه إلا لزوجها. وروينا عن مجاهد أنه قال: يعني به القرطين والسالفة والساعدين والقدمين، وهذا هو الأفضل ألاّ تُبدي من زينتها الباطنة شيئًا لغير زوجها إلا ما يظهر منها.