النجاح والتفوق في الدراسة والحصول على علامات جيدة في الامتحانات من أهم الآمال التي يعقدها الآباء والأمهات على أولادهم التلاميذ، إذا سألناهم علي سبيل الاختيار ما الذي يتمنونه لأولادهم؟ فيأتي الرد سريعًا وبكل ثقة درجات عالية ونجاح في التحصيل الأكاديمي. تعاني معظم الأسر من إهمال أولادهم للواجبات المدرسية وعدم مذاكرة دروسهم وميلهم الدائم لمشاهدة التلفاز واللعب، ولكثرة وسائل الترفيه وتعددها تأخذ وقتًا كبيرًا من الأولاد مما يدفع الآباء والأمهات إلى الخوف على مستقبلهم واستخدام وسائل قد تكون عنيفة تترك آثارًا نفسية وجسدية تكون لها انعكاسات سلبية على حياتهم وخاصة إذا كان الابن في سن المراهقة، فالإهانات والضرب والشتائم والسخرية منه تُفقدة الثقة في نفسه واهتزاز شخصيته ليكون لقمة سائغة للانحراف أو الفشل فبدلاً من زيادة تحصيله الأكاديمي يترك المدرسة أو الجامعة. «حنان» لديها أولاد في مختلف المراحل الدراسية تعاني أشد المعاناة معهم فالصغارعندما يحضرون من المدرسة يذهبون مباشرة لمشاهدة التلفاز ويقضون الساعات الطوال، أما الأكبر سنًا فيقضون جل وقتهم أمام شاشات المحمول والكمبيوترات فتلجأ لمعاقبتهم ولكن دون جدوى، فكل يوم يقومون بنفس الشيء حتى إنها استسلمت لرغباتهم، ولكن عند اقتراب موعد الامتحانات تجمع جميع الأجهزة وتخبئها حتى الفراغ من الامتحانات.. قال الأستاذ محمود عبد الله إن عدم مذاكرة الطلاب يعود لعدة أسباب من أقواها الوالدان، وذلك لعدم مقدرتهم على تنظيم أوقات الفراغ بالأمور المفيدة، وأهمية القراءة منذ الصغر ولا يحفزونهم إذا نجحوا، فتحفيزهم بالهدية أو الخروج بهم للمنتزهات بعد النجاح يدفعهم للاهتمام بالمذاكرة أكثر. ويذكر الأستاذ معتصم أن أهم مسبِّبات عدم الرغبة في الدراسة لدى كثير من الطلاب تعود إلى الأسلوب الجاف للمعلم والبيئة المدرسية والأسرية، حيث تفتقر المدرسة لروح التحدي والمنافسة والمعلم المربي الذي يوجه وينمّي المواهب ويراقب الطالب، وكذلك الأسرة فالآباء دائمًا منشغلون في العمل والأمهات ينشغلن بعمل البيت من طبيخ ونظافة تاركات أولادهنَّ إما للتلفاز أو يهيمون في الشوارع دون أن معرفة أوضاعهم الأكاديمية، ولهذا يجب على الآباء تخصيص ولو ساعة مع أولادهم وتفتيش شنطهم حتى يقفوا على مستواهم وتحفيزهم في حالة التفوق ومعاقبتهم ليرجعوا للمسار الصحيح. ولا يتعلق الأمر بالتلاميذ في المراحل التعلييمة الدنيا كالأساس والثانوي بل حتى في سن النضج، فقد تجد كثيراً من طلاب الجامعات وبمجرد دخول الطالب للجامعة يُترك له الحبل على الغارب فيقضي الليل في الدردشة والشات على الإنترنت وإهمال الدراسة، فيعيد سنة تلو الأخرى ويُفصل في النهاية. قال الطاهر «أستاذ علم النفس» يجب توفير العناصرالنفسية والذاتية بالمقدار الكافي في ذات الفرد ليتمكن من القيام بشؤونه وواجباته الدراسية، وبالتالي اكتساب النجاح في مساره التعليمي فيما يتعلق بالعناصر الخارجية أو البيئة، يجب على الأسرة أن تقوم بتوفيرها لوالدهم التلميذ فبعضهم لا يمكنهم تلقي التعليم بصورة جماعية لذلك هم يحتاجون إلى تعليم فردي ويلزم مساعدتهم بواسطة أحد أفراد الأسرة أو معلم خصوصي يكون لديه الوقت الكافي لتعليمهم، ويجب ألّا يغيب عنا أن إيجاد الرغبة لدى التلميذ والطلاب يأتي نتيجة للتعليم، بمعنى أن الطفل يجب أن يتعلم في بادئ الأمر ومن ثم تتكون عنده الرغبة في الاستمرار في التعليم أو اكتساب المزيد من العلوم.