منذ ظهور وسائل الإعلام الإلكترونية وانتشارها بأشكالها المتعددة في الخمسينيات، مروراً بتطورات تكنولوجيا الاتصال المتنوعة، وليس انتهاءً بشبكة الإنترنت في الوقت الراهن، لم تفتأ بحوث الاتصال تتقصى الظواهر الاتصالية الناجمة عن تطور تلك الوسائل، باحثة عن إجابات لأسئلة عدة، تتنوع وتتعقد تبعاً للنمو والتطور المتواصل للوسائل، بغية فهمها وتحقيق وعي أوضح لوظائفها، من أجل استخدامها بطريقة أمثل، وتقديمها بشكل أفضل للجمهور. وتتعدد وسائل الاتصال وتتنوع وتتطور بتطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في إطار تطور المجتمع تكنولوجياً وثقافياً وحضارياً. ومع التطورات الراهنة في مجال تكنولوجيا الاتصال اتصلت المناطق الحضرية بالريفية، واقترب العالم بعضه من بعض أكثر وأكثر، ولم يعد العالم مجرد قرية صغيرة كما وصفه عالم الاتصالات الكبرى «ماكلوهان»، وإنما أصبحنا نعيش في غرفة واحدة. لقد تم إلغاء المكان والزمان معاً بما حققته وسائل الاتصال الأكثر تقدماً عبر الكابلات الأرضية والألياف الضوئية وشبكات نقل البيانات فائقة السرعة. وموضوع توظيف هذه التكنولوجيا المعلوماتية المتقدمة لخدمة الدول النامية ودفع عجلة التنمية فيها عن طريق استثمار هذا التنوع الهائل في وسائل الاتصال، أصبح الشغل الشاغل للكثير من العلماء والمهتمين بالتنمية.