كان شهر يوليو من العام 1994 إيذاناً بمغادرة عضو مجلس ثورة الإنقاذ الوطني اللواء معاش إبراهيم نايل إيدام لدولاب العمل في حكومة الإنقاذ التي تقلد فيها رئاسة جهاز الأمن في فترة الثورة الأولى ليغادره سريعاً في نوفمبر من ذات العام 1989، ليتقلد رئاسة وزارة تم إنشاؤها آنذاك وهي الشباب والرياضة في ذات الشهر كما أخبره رئيس مجلس الثورة الفريق ركن عمر حسن أحمد البشير، وما لبثت بضعة أعوام حتى أُلغيت الوزراة، لينتقل إلى أخرى هي الاتصالات والسياحة التي وفد إليها في يوليو1993 ، وهو العام الذي قام فيه مجلس قيادة الثورة في اجتماع تاريخي بحل نفسه، بعد انتخاب الفريق البشير رئيسا للجمهورية، ليخرج الرجل من الوزارة في ذات الشهر من العام التالي عند إعفائه منها في1994. إيدام من أبناءالدفعة«19» بالكلية الحربية التي تخرج فيها 15/11/1967 وكان أول دفعته كما أخبر في حوار أجرته معه «الإنتباهة» في مارس الماضي، وفي عام 1975م عند انقلاب حسن حسين تم إيقافه من الخدمة لمدة «102» يوم بدون أي اتهام وفي الآخر تم الاعتذار له وأعيد للقوات المسلحة، أما علاقته بالبشير الذي يتقدمه بدفعة قبل الانقلاب فيرويها بقوله :«اشتغلنا مع بعض في القيادة الغربية، فقد كان هو في نيالا وكنت في الفاشر، حيث تم إلحاقنا إلى مركزالتدريب الموحد بالشجرة في الخرطوم 1968م مع زملاء آخرين،، وكان قائدنا آنذاك المرحوم اللواء صلاح حامد صالح المك.. وعندما كنا في القيادة العامة كنا نزور بعضنا بعضًا بحكم الجوار ما بين سلاح المظلات وفرع العمليات، ولأننا نعرف بعضنا بعضًا منذ الكلية الحربية، وعندما تم نقله 1984 من الفرقة الأولى جنوبية إلى فرع المعلومات، أشار إلى أن المقدم عطا رحمة الله اخبره أن بعض إخواننا الضباط يريدون الالتقاء بهم, منهم عمرحسن أحمد البشير وعثمان أحمد حسن، وبالفعل اجتمعنا في منزل الأخ رحمة الله علي ، وفي ذلك الاجتماع علمت أنهم اختاروا الضباط الملتزمين ويمكن هذا هو السبب الذي جعلهم يدعوننا، وتكررت الاجتماعات واستمرت من عام 1984 إلى 1987، في ذاك العام كلفت حكومة الصادق المهدي، الهادي بشرى لإنشاء جهاز الأمن بعد ما تم حل جهاز الأمن في عهد الرئيس السابق جعفر النميري عقب ثورة أبريل، ليقوم الأخير باختيار إيدام للعمل في الجهاز، وبذا انقطعت صلته بتلك المجموعة، ليفاجأ كغيره من الناس بانقلاب الإنقاذ، وفي اليوم نفسه استدعاه البشير وأبلغه أن اسمه سيكون ضمن قائمة مجلس الثورة. بعد إعفائه من وزارة الاتصالات اتجه للعمل في الزراعة، ثم جرى اختياره عضوًا بالمجلس الوطني المعين عن دائرة الدلنجالغربية، بعدهها اختفى ايدام من الساحة ليظهر مؤخرًا في قضية مقتل المواطنة عوضية بالديم برصاص الشرطة، ونظرًا لصلة القرابة التي تجمعه بأسرة القتيلة فقد تحدث نيابة عن أسرتها في صيوان العزاء لدى مقدم المسؤولين بولاية الخرطوم لتقديم العزاء وطالب بمحاكمة الجاني، كما ظهر ثانية في الأحداث المتعلقة بجنوب كردفان.