{ عادت مدرسة الكرة التونسية تفتح أبوابها في بلادنا فقد عمل عدد من المدربين التوانسة في فرق أنديتنا في المواسم الأخيرة، وكان على رأسهم المدرب الناجح محمد عثمان الكوكي الذي أثبت وجوده مع أهلي شندي وحط رحاله أخيراً في المريخ في خطوة تحسب لإدارة النادي وتؤكد ما ذكرته الإدارة أن المدرب العربي هو الأصلح للاعبين الهواة وأشباه المحترفين.. وقبل الكوكي هنالك السليمي وآخرون. { قد يرى البعض أن شهادتي في تونس الخضراء مجروحة لارتباطي الكبير بهذا البلد الذي أزوره خمس مرات في السنة لحضور اجتماعات اتحاد الإذاعات العربية، وتونس أول بلد أزوره في حياتي قبل أربعين عاماً للمشاركة في مهرجان الشباب الإفريقي ضمن وفد السودان الذي رأسه الأستاذ ابراهيم الصلحي وكان الدكتور اسماعيل الحاج موسى من أعضائه اضافة لفرق رياضية وفنية ولهذا أحب هذا البلد. بالعودة للكرة التونسية أو الرياضةالتونسية عموماً فهي متقدمة بكل ما تحمل كلمة تقدم من معنى، والدولة تهتم بالرياضة وتوفر لها كل الاحتياجات من بنية تحتية وتشريعات ولوائح، ولهذا لم أسمع بأية صراعات أو أزمات هناك. أما الأندية فهي مدن رياضية متكاملة ولا تخلو في نهارها أو مسائها من مئات الممارسين لشتى ضروب الرياضة ولها استثمارات هائلة، ولكل هذا تونس في المقدمة عالمياً وافريقياً وعربياً وليس في مراكز متأخرة كما نحن.. وليس في كرة القدم وإنما في كل الألعاب، وفي الأولمبياد الأخيرة حصد التوانسة الميداليات. { وبالتركيز على كرة القدم معشوقة الجماهير واللعبة الشعبية الأولى فإن نجوم تونس هم في صدارة الأندية العربية والأوروبية من مدربين ولاعبين وإعلاميين، ولهذا فإنني أبصم بالعشرة مع خطوة المريخ في التعاقد مع الكوكي ومن معه وهو يسعى لتشكيلة تونسية متكاملة لمساعدته في الجهاز الفني، ولكن لا بد من أبناء المريخ معه. عرفت التوانسة عن قرب في سنوات عملي الطويلة بالسعودية.. حيث تعاقدت الأندية السعودية مع كل مجموعة المنتخب التونسي الذي مثل العرب في كأس العالم بالأرجنتين، وتعاقد الأهلي جدة مع طارق دياب ومحسن الجندوبي وتعاقد نادي الاتحاد مع تميم الحزامي، ونادي الوحدة مع توفيق بلغيث، ونادي النصر مع بن عزيزة والعقربي، ونادي الهلال مع نجيب الامام والكعبي، ونادي أحد مع الماجري وبوصرصار، ونادي الرياض مع نجيب غميض الذي لقي مصرعه في أرض الملعب.. وهنالك أندية سعودية أخرى، وكذلك عدد من المدربين. نقطة.. نقطة { مع قناعتي بالمدرسة التونسية وما طرحه الكوكي في بداية مشواره مع المريخ.. فإنني أؤيد عودة النجم الكبير كريم النفطي الذي هو الآن النجم الأول في تونس مع ناديه الجديد الافريقي، وفي لقاء معه تم بثه عبر قناة «النيلين» أكد تقديره لأسرة المريخ، وكان معنا في اللقاء المدرب سفيان الحيدوسي ووكيل اللاعبين فخري يعيش، وما يتردد عن فشل النفطي حديث مردود، فالعيب ليس فيه ولكن العيب فينا، وإلا لماذا فشل أعظم نجوم القارة مثل وارغو وأتوبونج وقودوين وديمبا وأنقيدي والزنزوني، وكل هؤلاء نجحوا وكانوا نجوماً قبل حضورهم وبعد عودتهم لأندية أخرى. { في تونس يتولى وزارة الشباب والرياضة الكابتن طارق دياب حامل الكرة الذهبية، ويرأس الأندية نجوم مثل عثمان جينح في النجم الساحلي وغيره.. وبمناسبة طارق دياب فقد حملت له رسالة من الوزير الفاتح تاج السر ورد عليها برسالة حول التوأمة والتعاون الرياضي بين البلدين، ولكن لا جديد من عندنا حتى اللحظة. { أقام المريخ والهلال معسكراً في منطقة عين دراهمبتونس وكان من أنجح المعسكرات، ولعبا مباريات قوية بقيادة المدربين ريكاردو في الهلال وكروجر في المريخ، وليتهما يكرران التجربة. { لا تعليق على عودة الخسائر الكبيرة لفرقنا رغم أن الخسائر لم تتوقف.. ولكن خسارة الخرطوم بالخمسة في مصر أمام الاسماعيلي الذي لعب بدون جمهور أو موسم أمر يدعو للحسرة والسخرية، كما جاءني في رسالة بأن الخرطوم ثلاثة صار الخرطوم خمسة.. وقلوبنا مع مأمون النفيدي وعز الدين الحاج وفؤاد نقة ومجدي مأمون وزملائهم. { ربما كان الاهتمام الكبير بنادي النسر العطبراوي الذي كتبنا عنه أمس وأول أمس ليومين متتاليين بمناسبة عودته لدوري الأضواء في عطبرة.. فقد كتبت أول أمس مهنئاً بصعود الفريق للدرجة الأولى كما علمت، وفي نفس اليوم أهداني الزميل الأستاذ ميرغني أبو شنب نشرة بعنوان »الإثنين« تحتوي على مواد حول صعود الفريق للدرجة الثانية.. فكتبنا أمس أن صعود النسر للثانية لا يستحق الاحتفال.. وجاءتني المعلومات السليمة عبر سيل من الهواتف بأن النسر العظيم الآن في الأولى والحمد لله.. ومبروك وعقبال البطولة المحلية والصعود للممتاز.