ما زالت الساحة السياسية السودانية تعجُّ ب«العك» والتجاذبات والاحتقانات والبؤر المتفجِّرة، لطالما أن القضية السودانية باتت رهينة تقاطعات ومطامع داخلية وخارجية فيما لم تشفع للدولة السودانية حالة الانعتاق التي شهدتها الساحة السودانية بذهاب الشق الجنوبي جنوباً في وقت كانت فيه الآمال تطمح في أمل قادم يعيد بناء وإنتاج هذه الدولة السودانية من جديد، ووفق معطيات جديدة، ولكن كل ذلك لم يتحقق منه سوى المزيد من الاحتقانات والتراجعات في مفاهيم الوطنية والحكم الرشيد وتداخلات هذه المفاهيم والقيم مع مكاسب سياسية ذاتية لا ترتقى إلى إرادة البناء الوطني. قد يفهم من هذه الأوضاع الداخلية أن النخبة السودانية وخصوصاً التي بيديها مقود القيادة ربما سلكت طريقاً آ آخر أو نهجاً قد لا يرتضيه عموم أهل السودان، إن لم يعارضوه بحد السيف والنار.. لكن يبدو أن المحاولة التخريبية التي تحوّلت بأمر الشرطة إلى انقلابية جعلت المشهد السوداني وكأنه يقف على رمال متحركة من الصعوبة بمكان أن ترسو على حقيقة أو محطة واحدة وثابتة يمكن أن تبنى عليها التبريرات والتحليلات الموضوعية.. وعندما تقرُّ الشرطة بأن هذه المحاولة انقلابية فهذا يعني قطع الشك باعتبار أن التأويلات التي كانت قد أعلنت مسبقاً بشأن محاولات التوصيف لهذه الحادثة بأنها تنطلق أساساً من أبعاد وزوايا سياسية وتوازنات داخلية. الآن انتهت الحادثة، انقلابية كانت أو تخريبية، ولكن لم ينتهِ مفعولها وتأثيراتها داخل مكونات القوى السياسية خاصة أن فضاء المحاولة يبدو أن له امتدادات أخرى بعيدًا عن المؤسسة العسكرية، وهذا ما نفاه وقتها الدكتور أحمد بلال الناطق الرسمي باسم الحكومة.. وحقيقة الامتدادات هذه حرّك ساكنها الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية حينما اتهم المعارضة صراحة بالضلوع في المحاولة، وهذا ما استنكرته المعارضة واعتبرته اتهاماً جزافياً مبنياً أساساً على احتقانات سابقة وقناعات راسخة لدى صقور الإنقاذ بما فيهم الدكتور نافع الذي لا يرى في معارضيه سوى اللهث خلف قطار الشراكة للظفر بعسل السلطة وبريقها وقد أصابت رشاشات الدكتور نافع «حصون» حزب الأمة وإصابتها في مقتل، بأن رجال «الأمة» و«الشعبي» طامعون في سلطان الدولة ويسعون إلى تخريبها وإسقاطها غير أن المعارضة وبالأخص «الأمة» و«الشعبي» أعلنت براءتها تماماً، ووصفت كل ما جري ويجري لاحقًا يخص الحاكمين وحدهم. قبل أن انتهي من كتابة هذه الزاوية وصلتني رسالة قصيرة عبر الجوال عبر الخدمة الإعلامية السريعة من «سونا» حيث نقلت لنا هذه الرسالة آخر التحقيقات التي تجري الآن مع هؤلاء الذين شغلوا الساحة الساسية بهذه المحاولة وأثاروا غبارًا كثيفًا كاد يحجب كل المشاهد الأخرى في المسرح السوداني والمعلومة تقول إن جهاز الأمن توصل إلى حقيقة المخطط الانقلابي من البيان الذي أعده الانقلابيون تحت جنح الليل باسم «الثورة التصحيحية» (00249912647861) . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.