الغربة تصنع الرجال.. والرجال تتكشف حقيقتهم حينما تشتد عليهم المحن وتحاصرهم عاتيات الزمان وتقلبات السياسة وتقاطعاتها الدولية.. ليس هي مقولة فحسب عندما يكون الحديث بان الغربة تظهر معادن الرجال واصولهم وقوة شكيمتهم وشهامتهم.. هكذا هم السودانيون في بلاد المهجر ان لم يكن جلهم فمعظمهم.. حقائق مشهودة ادركنا معطياتها علي واقع المهاجرين رجال عرفناهم هناك جمعتنا بهم المهنة الصحفية والحق العام اكتشفنا حقيقة ان السودانين ما زالوا يحافظون علي قيمة اصيلة لطالما ميزت السودانيين عن سائر شعوب الله في الارض فهم اوفياء للقيم التي تعلي من شأن الوطن كنا نظن ان السودانيين بالمهجر منغلقون علي ذواتهم ولا يتجاوزون حدودها ولكنهم يتعاملون فيما بينهم بلا سقوفات رغم ان السياسة وخباثتها اوشكت ان تضع حواجز صلدة من المتاريس في وجه كل اشكال التواصل الاجتماعي والانساني قد تتصاعد حدة الخلافات والتباينات السياسية والفكرية وحتى القبلية بين السودانيين في المهجر ولكنها لا تتجرأ في أن تضع معايير أو قوانيين ثابتة تجعل من كل صاحب فكرة وفكرة او قبيلة وقبيلة تجمعات او تكتلات اشبه بالجزر المعزولة والمستقلة عن اطارها القومي الا ان الواضح في حراك السودانيين بالمهجر بانه حراك طوعي وفطري ليس محكومًا بقانون الساسة او القبيلة والذين يعتقدون بغير ذلك فليذهبوا للاقامة حتى لو ليلية واحدة في إحدى بيوتات السودانيين «العزابة«لأدركوا تمامًا ان حدود الحزب او القبيلة او الفكر هي مجرد اوهام اوتخيلات لدى النخبة السياسية التي تحاول دومًا التكسب السياسي باسم المهاجرين دعونا بالله عليكم ان نعيد من جديد بناء الدولة السودانية دون اي تمايزات ايًا كان شكلها.. فالقومية هي الخاسر الاول حينما تنحو الساحة السودانية الي مرحلة الصعود الاثني والقبلي وبلا مبالاة فالسودانيون بالمهجر في حاجة الى من يبعث فيهم الروح الوطنية اكثر من اي شيء اخر سنكون غير منصفين ان قلنا ان الوطنية ضاعت تحت اقدام المتصارعين فهناك من لازالوا يحملون عبء الوطن ويرسمون ملامح ذاته فهم رجال يجب ان يسجل لهم التاريخ فصولاً من المجد والشكر والثناء.. فالذي يدعوك في المهجر الى كوب من الشاي او القهوة دون ان يعلم الى اي جهة تنتمي باستثناء الهوية السودانية فهو بحق جدير بالاحترام فالنرفع القبعات ونسقط الرايات في حضرة الوطن (00249912647861) عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.