عبد القادر الحاج محمد الطيب شرف من أبناء مدينة القضارف عمل محاسباً بالمجلس الريفي بالقضارف حوالى عشر سنوات، ثم اغترب في العام (1980م) ليحسن أوضاعه الاقتصادية إلى المملكة العربية السعودية، عمل بالمملكة محاسباً ثم عاملاً بإحدى المؤسسات بالمدينةالمنورة، كما يعمل ضمن طاقم بعثة الحج والعمرة السودانية (كعمل موسمي) التقيناه في إحدى زياراته للوطن ليحدثنا عن هموم المغتربين وقضاياهم الملحة فكانت إفاداته على النحو التالي: ٭٭ بداية حدثنا عن حكايتك مع الغربة؟ اغتربت في العام (1980م) وكنت قبلها أعمل محاسباً بالمجلس الريفي بالقضارف واغتربت لتحسين أوضاعي الاقتصادية واستقريت في المدينةالمنورة نسبة للراحة النفسية التي أجدها هناك. ٭٭ هل هنالك معاناة بالنسبة لك كمغترب؟ المعاناة التي نجدها كمغتربين تتمثل في دفعنا للضرائب ولا نجد خدمات مقابل هذه الضرائب، أيضاً ندفع لتعليم أولادنا بالدولار والفهم العام أنك مغترب يجب أن تدفع أكثر بدون معرفة ظروف هذا المغترب وكما ذكرت لك فأنا مغترب منذ العام (1980م) وحتى الآن لا أملك منزلاً. ٭٭ ماذا قدمت لكم الدولة كمغتربين وكيف تقيِّم سياسات الدولة تجاهكم؟ كلما يأتي مسؤول إداري من جهاز المغتربين إلينا في المملكة لمعرفة وضعنا ونطلعه على أوضاعنا إلا أن الحال يظل على ما هو عليه ولا يحدث تغيير ونظل ندفع ضرائب أكثر من المواطن العادي ومعاناتنا كثيرة من ضمنها الضرائب فنرجو من المسؤولين أن يلتفتوا لنا خاصة فئات العمال، لأن مرتباتهم قليلة وعلينا التزامات ودفع إيجار شقق في الغربة ومن المفترض أن يكون من ضمن سياسات الدولة إدراج خدمات لنا مقابل الضرائب التي ندفعها لأننا عندما نعود للوطن نصطدم بالواقع فلا خدمات ولا أي شيء وهنالك من أتى للوطن بصورة نهائية واصطدم بالواقع وخلاصة القول إن المغترب عبارة عن بقرة حلوب يفيد غيره ولا يجد مقابل فلايوجد شيء ملموس قدمته الدولة لنا كمغتربين إلا أن هنالك إجراءات سهلة، لكن إذا أردت تعليم أولادي يجب أن أدفع وإذا أردت أرض أيضاً يجب أن أشتري بسعر السوق ولا يوجد تخصيص أراضي لنا، وأيضاً هنالك ملاحظة مهمة وهي أنني عندما عدت في إجازة لم أستطع إكمالها ومكثت مدة أسبوعين فقط لأن البلد غالية جداً وأغلى من السعودية. ٭٭ هل توجد مشكلات تواجه المغتربين بالمملكة؟ نعم هنالك مغتربون عاطلون عن العمل وظروفهم صعبة جداً ولا يجدوا حتى حق تذكرة العودة للوطن فبالنسبة لهم يجب أن يكون هنالك قسم بالسفارة لحل مشكلات مثل هؤلاء في إيجاد عمل لهم أو إرجاعهم للوطن. ٭٭ أوضاع الجالية السودانية في المدينةالمنورة وهل هي فاعلة في حل مشكلات الجالية؟ بالنسبة للجالية رئيسها ممتاز لكن الجالية بعيدة عن المغترب وظروفه فيجب معرفة كل ظروف المغترب وإذا عنده مشكلات تحلها له، كما أتمنى من الدولة أن ترعى المغترب وتهتم به لأنه ثروة للدولة بإعطائه قطعة أرض وتسهيل دخول سيارته وإعفائه من الضريبة أو يكون هنالك خدمات مقابل هذه الضرائب وإذا أردنا إدخال أثاثاتنا يتم اعفاؤنا من ضرائبها وتسهيل إيجاد فرص عمل إذا أردنا الرجوع نهائياً للوطن فنحن لا نعرف ماذا نعمل إذا رجعنا للوطن بصورة نهائية لأننا نرجع وفي معيتنا أسرنا. ٭٭ بصراحة كيف تقيّم أداء بعثة الحج والعمرة وملاحظاتك عنها وعن الحجاج السودانيين؟ بالنسبة لأداء البعثة هذا العام أحسن حالاً إلا أن ملاحظات الحجاج السودانيين عن حج هذا العام أنه غالي الثمن فمنهم من حج بثلاثين ألف سوداني، ومنهم من حج بأربعة عشر ألفاً، وقد ساعدنا بعض الحجاج بدفع المال لهم حتى يستطيعوا أن يؤدوا فريضة الحج، أما فيما يخص الحجاج السودانيين فيجب أن يتم توحيد لون ملابسهم خاصة النساء بأن يلبس أثواب بلون أبيض كما يجب وضع ديباجة للتعرف على الحاج السوداني يوضع فيها اسم أمير بعثته لتسهيل إرجاعهم إذا تاهوا والأمراء أن يركزوا مع حجاجهم وأن يعطوهم عناوين سكنهم فعمل بعضهم غير منضبط، ويقال إن هنالك امراء تركوا حجاجهم ورجعوا، لكن عموماً أداء هذا العام طيب لكن يجب الاهتمام بالمظهر العام للحاج لأن البلد راقية ولبسهم ملفت للنظر. ٭٭ كيف تتم المعاملة مع حجاج الداخل؟ بالنسبة لحجاج الداخل يفترض ألا يختلطوا مع الحجاج الذين يأتوا من السودان لأنهم يضايقوهم في السكن والمعيشة وأحياناً يفترشوا الأرض وهذه ظاهرة غير طيبة فيجب أن تكون هنالك متابعة للحجاج حتى يتجنبوا الضياع. ٭٭ ختاماً هل تفكر في العودة النهائية للوطن وترك الغربة؟ حالياً لا أفكر في العودة النهائية لأني لا أعرف ما هو مصيري إذا رجعت ولا أخفي عليك فقد حاولت الرجعة النهائية عدة مرات لكن لم أنجح لأن ظروف البلد حالياً لا تسهل العودة النهائية، وكلمة أخيرة أود قولها عن صحيفة (الإنتباهة) فأنا من المواظبين على قراءتها لأنها واضحة وبها شفافية وتتناول قضايا وهموم المغتربين وتحدثنا عن أخبار البلد في الغربة ولا صحيفة تعلو عليها فأنا اقرأ الصحف السودانية لكن لا أرجع للمنزل إذا لم أحصل على (الإنتباهة) لأنها جريئة جداً وبها موضوعات لا توجد في الصحف الأخرى فهي تنفس عن أعماقنا خاصة كتابات أخونا هاشم عبد الفتاح.