لقاءات رئيس الاتحاد الديمقراطي الأصل مولانا محمد عثمان الميرغني مع رئيس الجمهورية عمر البشير ليست بالشئ الجديد. فلقاءات الاثنين كانت منذ انضمام الميرغني لهيئة رئاسة دعم الوحدة بين الشمال والجنوب التي شكلها الرئيس لدى لقائه بقادة الأحزاب السياسية في 2010م، وتوثقت بطبيعة الحال عقب التحاق الاتحادي بركب سفينة الحكومة العريضة في نوفمبر الماضي، ولكن اللقاء الأخير الذي جمع بين الطرفين أول أمس السبت كان مغايراً، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حالياً، بدءاً من أبيي التي تغولت عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتراف مساعد الرئيس نافع علي نافع في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الروسية موسكو، في ظل استقواء دولة الجنوب بالمجتمع الدولي الذي لا يخفي عداءه للبلاد، وانحيازه الواضح للجنوب، وانتهاء بالمحاولة الانقلابية الأخيرة التي أصابت البلاد بحالة ارتباك. واعتصام قوى المعارضة بموقفها القاضي باسقاط النظام أو النزول عند شروطها من تشكيل حكومة انتقالية وخلافه. كما أن بعض قيادات الوطني اتهمتها بالضلوع في المحاولة الانقلابية. الأنباء التي حملتها الصحف نقلاً عن الميرغني نفسه كانت شحيحة للغاية، إذ اقتصرت على الإشارة إلى أن اللقاء جاء في إطار التواصل الاجتماعي والإطلاع على مجمل القضايا التي تهم الوطن. بينما أضافت الزميلة »الأهرام اليوم« نقلاً عن مصادرها، أن الميرغني قدم مبادرة لطي ملف المحاولة الانقلابية. وفي السياق نفسه يشير مراقبون إلى أن الفريق أول أمن صلاح قوش كان أحد محاور المبادرة. باعتبار أن للميرغني صلات من نوع ما مع عدد من أبناء الختمية في قيادات المؤتمر الوطني بحسب الصحافي عادل عبدة في أحد مقالته التي سطرها بمناسبة لقاء الميرغني وقوش في العام الماضي. عندما كان الأخير في منصبه كرئيس للمستشارية الأمنية، ومن تلك القيادات التي أشار إليهم المقال، النائب الأول للرئيس علي عثمان، والبروفيسور إبراهيم أحمد الذي كان له دور رئيسي في مشاركة الاتحادي بالحكومة. وفي الإطار نفسه يذكر أن الأخبار تحدثت عن زيارة قام بها قوش مرشح الدائرة القومية »5« مروي للميرغني، وطلب منه الفاتحة، وقد نفت بعض قيادات الحزب وقتها مباركة الثاني للأول ترشيحه بدائرة مروي، باعتيار أن الشمالية من القلاع التاريخية للاتحاديين. ومن القضايا التي يهتم لها الميرغني هي عدم تهديد البلاد بأية عوارض تؤدي لزعزعة الاستقرار فيها، لذا كانت مغادرته لتحالف جوبا. وتشير مصادر »الإنتباهة« إلى أن اللقاء الذي استمر زهاء الساعة بين الميرغني والرئيس، تطرق لتوحيد الصف الوطني وكيفية تجنيب البلاد لأية اضطرابات أو إشكالات أمنية أو سياسية تؤدي لانفراط عقد البلاد. بينما زادت »المجهر السياسي« أنه من غير المستبعد أن الميرغني تناول مسألة زيادة حصة حزبه في الحكم، على خلفية الإرهاصات التي أشارت إلى أن الحزب الحاكم سيعلن عن تعديلات كبيرة على مستويات الحكم المختلفة في الفترة المقبلة، ونظراً لاهتمام الميرغني بملف جنوب السودان الذي كان دفعه لابرام اتفاق »الميرغني قرنق« في العام 1988 ولا يزال الحزب يحتفي بذكري هذا الاتفاق ربما كان الجنوب حاضراً بين الطرفين، خاصة في ظل تأزم مسار اتفاق أديس أبابا، وسعي الجنوب المحموم لتدويل القضايا الخلافية بين الدولتين، نائب مدير مركز السودان للدراسات والبحوث الاستراتيجية علي عيسى وصف زيارة الميرغني للرئيس باللفتة البارعة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من قضايا داخلية وخارجية معقدة. مشيراً الى أن الرئيس بحاجة لتلمس كل الآراء والنصح للعبور بالبلاد الى بر الأمان على النقيض من الإمام المهدي الذي يدعو لإسقاط النظام عبر الاعتصامات.