{ نعيش نحن المنتمين للعمل التلفزيوني منذ عشرات السنين أياماً خاصة حالياً.. منها احتفال التلفزيون بيوبيله الذهبي أي مرور خمسين عاماً على انطلاقته.. وكذلك نحاول إعادة ترتيب قناة النيلين الرياضية لتتجاوز الصعاب وتنطلق بروح جديدة مع الموسم الجديد الذي يتطلب المحافظة على حقوق تلفزة مباريات الدوري الممتاز بمليارات الجنيهات.. وإعادة تأهيل الأجهزة الهندسية والفنية والكوادر للمرحلة الجديدة.. وكذلك بدأت الأحد في العاصمة المصرية القاهرة أخطر الاجتماعات لاتحاد إذاعات الدول العربية في مجلسه التنفيذي وجمعيته العامة.. ولهذا فقد رأيت كتابة سلسلة من المقالات تحت نفس هذا العنوان لإشراك القراء الكرام في همومنا وأفراحنا وخططنا للمستقبل. { أبدأ بتلفزيون السودان.. وبمناسبة احتفاله بيوبيله الذهبي أن نستعرض دور الرجال الذين أرسوا دعائم العمل الرياضي في هذا الجهاز العظيم وبداية نبصم بالعشرة بأن وجود شخص في قامة البروفيسور علي شمو في بدايات هذا الجهاز وهو رياضي ممارس للرياضة لاعباً وإدارياً وصحفياً ومعلقاً كان وراء وجود رياضة في التلفزيون لها العديد من المبادرات والريادة التي تتجاوز وتتفوق على نظيراتها في رياضة أجهزة التلفزيون العربية الأخرى. { لا نذكر هذه المعلومة جزافاً أو مبالغة ولا ندعي فيها مجداً لأنفسنا لأننا لم نكن ضمن هؤلاء الرجال الذين عملوا في رياضة التلفزيون ولكنها معلومات نذكرها للتاريخ حتى نحفظ الحق لأهله ونترحم على من اختاره الله إلى جواره ودعواتنا بالصحة والعافية لمن هم معنا الآن. { التلفزيون كله خرج من رحم الاذاعة بل ربما من ضلعها مثل أمنا حواء التي خرجت من ضلع أبينا آدم عليهما السلام.. فالتاريخ يحفظ للإذاعة حقها بأنها استضافت بدايات الإرسال التلفزيوني في مبانيها وقدمت خبرة أبنائها للجهاز الجديد.. وأشرف الإذاعيون على العمل الرياضي في بداياته ونذكر هنا منهم الرواد الأوائل المرحوم خلف الله أحمد وبخيت عيساوي وعطية الفكي نسأل الله لهما الصحة والعافية. نقطة.. نقطة { التحقت بالعمل في التلفزيون في ابريل عام 1969م قبل ثورة مايو بشهر بعد الفراغ من امتحان الشهادة السودانية وقبل ظهور النتيجة وكان التعيين من باب بند الإدارة العمومية الذي سماه الناس »بند العطالة« وهو من عبقريات المرحوم الشريف حسين الهندي وزير المالية وقتها وكان الحل الناجع لأزمة البطالة.. وفي قسم الأخبار كان دورنا في مد الإخوة المنتدبين من الإذاعة للتلفزيون بالأخبار العلمية وكان عيساوي وعطية الفكي المسؤولين وحدهما. { تلفزيون السودان أول من بث مباريات على الهواء من خارج مقره ومدينته وحدث هذا في تلفزة بطولة الأمم الافريقية من مجموعة واد مدني بجهد ودور كبير للمهندس حسن أحمد عبد الرحمن أحد أفضل من الذين وضعوا بصمات للعمل الرياضي في التلفزيون. { تلفزيون السودان أول من أقام استديو تحليلي للمباريات وكان هذا في بطولة كأس العالم باسبانيا عام 1982م وتولى الاستديو الرمز الرياضي الكبير المرحوم هاشم ضيف الله.. أول لاعب سوداني يحترف في الدوري الإنجليزي. { غداً نواصل تحت نفس العنوان.. ولكن حول قناة النيلين الرياضية هدية التلفزيون لمشاهديه في يوبيله الذهبي وعلى ضوء ما يخرج عن اجتماع مجلس ادارتها المتوقع عقده مساء الجمعة. إعتذار للقراء نعتذر عن تقديم الحلقة الثانية من حلقات «يا.. تلفزيون.. يا» أمس والتي سبقت الحلقة الأولى المقدمة اليوم الثلاثاء.