لم يكن يتوقع العقيد الركن وقتها الفريق ركن د. عبد الباقي محمد كرار أن يكون زميله بكلية القادة والأركان العقيد الركن سليمان محمد سليمان الشخص الهادئ المحب للهلال لدرجة أن «العساكر» يتحاشونه يوم تلقي الهلال لهزيمة خاصة إن كانت من غريمه المريخ، لم يتوقع كرار أن يكون سليمان مع اربعة عشر رجلاً آخرين يطيحون بحكم الصادق المهدي في الثلاثين من يونيو 1989 وقد تفاجأ كثيرون غير كرار بوجود سليمان بجانب كل من عمر حسن أحمد البشير، الزبير محمد صالح، إبراهيم نايل ايدام، بيويو كوان ، دومنيك كاسيانو، عثمان أحمد حسن ، فيصل مدني مختار، مارتن ملوال، فيصل ابوصالح، التيجاني آدم الطاهر، بكري حسن صالح، صلاح محمد أحمد كرار، محمد الأمين خليفة وابراهيم شمس الدين وهذا ما حدث إذ تم تقسيم مجلس قيادة الثورة الى دوائر وكانت دائرة الإعلام مسؤولية سليمان محمد سليمان، ومنها كان وزيرًا للاعلام ثم انتقل بعدها انتقالاً بدا غريبًا بعض الشيء إذ غادر واليًا للجزيرة الكبرى رغم أن زميلاً له بالمجلس هو العميد فيصل مدني مختار سُمِّي واليًا لشمال كردفان .. لكن بدأت تغييرات تطرأ على الانقاذ في نسختها الاولى وبدأ دور عدد من قياداتها في التلاشي وكان سليمان واحدًا منهم حيث تم تعيينه سفيرًا للسودان بسوريا وبذلك خرج عن اللعبة السياسية، وهناك دخل الرجل في صدام مجهول التفاصيل مع وزير الخارجية حينذاك مصطفى عثمان إسماعيل وتبادل الرجلان الاتهامات، وكان العراك الدبلوماسي قد تم على صفحات الزميلة الوفاق وبمتابعة دقيقة من صاحبها الشهيد محمد طه محمد أحمد.. المهم كانت المحصلة أن خرج سليمان من دائرة الفعل السياسي وبقي بعض الوقت في دائرة الفعل الاجتماعي من خلال دخوله مجلس إدارة نادي الهلال لكن خرج الرجل من البيت الأزرق بعد أن اعياه إحداث الانضباط وسط لاعبي الهلال حالهم كحال كل لاعبي الكرة في السودان. كان نادي الهلال آخر منصة يظهر من خلالها الرجل حتى انه غاب بعدها عن دائرة الضوء الاجتماعي وإن كان قد شارك قبل نحو عامين في ندوة إعلامية بمجلس الصحافة والمطبوعات قدم من خلالها مداخلة تناولتها الصحافة من باب ظهور سليمان وسبق ل«الإنتباهة» قبل مدة محاورته بمناسبة ذكرى ثورة الإنقاذ وسألناه عن مكتبه فقال وهو ضاحك «مكتبي بيتي» وأضاف أنه ضابط متقاعد.. سليمان طرق أبواب التجارة مثلما طرق عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة ابوابًا أخرى مثل اتجاه كلا من العميد عثمان أحمد حسن واللواء ابراهيم نايل ايدام للزراعة في فترة ما فيما اتجه مدني مختار وصلاح كرار وفيصل ابو صالح الى القطاع الخاص.