قال تعالى: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً» «95» درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفوراً رحيماً «96») سورة النساء «95 96» القوات المسلحة هي البوتقة التي انصهرت فيها كل الأعراق والقبائل، فهم سودانيون قبل أن يكونوا من الغرب أو الشرق أو الشمال أو الجنوب، شب منتسبوها على القومية وحب الوطن وحماية الأرض والعرض وتمثل القوات المسلحة رمز عزة السودان وشرفه وحامية سيادته والمدافعة عن نظامه الدستوري والساهر على أمنه وطمأنينة شعبه، تنتشر في كل الأصقاع تحرس ساهرة في سبيل الله ومن أجل هذا الوطن شعبًا وأرضًا، يعمل منتسبوها في أقسى الظروف بعيداً عن أسرهم وذويهم يحتسبون الكثير ولا ينالون إلا النذر اليسير. وفي هذا السياق أسوق قول الإمام الغزالي «إن الدين بالملك والملك بالجند، والجند بالمال والمال بعمارة البلاد وعمارة البلاد بالعدل في العباد». وقول ابن الأزرق «الملك بناء والجند أساسه، فإذا قوي الأساس تم البناء، وإذا ضعف الأساس انهار البناء، فلا سلطان إلا بجند». القوات المسلحة تدفع مهر الاستقلال بعد أن تمددت الإمبراطورية البريطانية في أرجاء العالم وأصبحت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فتبعاً لذلك تشتت جهودها وأنهكت قواها وبدأت في خطط تجميع وتركيز جهودها. وفي العام (1939م) بدأت نذر الحرب العالمية الثانية، وكانت محتاجة لمثل قوة دفاع السودان، وخاصة لما يتميز به الجندي السوداني من شجاعة وبسالة قلّ أن توجد في غيره «في كتاب معركة النهر «معركة كرري» قال ما هزمناهم وإنما أبادتهم الآلة». { وقد قام الإنجليز بالاتفاق المعلن مع القادة العسكريين السودانيين في قوة دفاع السودان، بأن يقاتلوا معهم إلى جانب الحلفاء مقابل منح السودان استقلاله، وبالفعل كانت مشاركة قوة دفاع السودان بقوات تناهز العشرين ألف جندي مقسمة بين غرب إفريقيا وشرقها في أسمرا وكرن. وانقسمت تبعاً لذلك وفود الفنانين السودانيين «رفعًا للمعنويات» أمثال الأستاذ أحمد المصطفى ومعه مجموعة في غرب إفريقيا وعائشة الفلاتية ومعها مجموعة في كرن وأسمرا، عائشة الفلاتية غنت «إيجو عايدين الفرقة المهندسين الشايقي الرزين» وفي أغنية أخرى تذكر القائد العام البريطاني بالإيفاء بوعده، لأن الجنود السودانيين أوفوا واستبسلوا.وبالفعل وقبل إعلان الاستقلال رسمياً في يوم (14 أغسطس 1954م) استلم الفريق أحمد محمد أحمد الجعلي قيادة قوة دفاع السودان من اللواء اسكوتز وفور استلامه غير اسم القوة إلى الجيش السوداني بدلاً من قوة دفاع السودان، وأصبح هذا التاريخ يمثل عيداً للقوات المسلحة السودانية، تقام فيه الاحتفالات كل عام «عيد الجيش». لواء مهندس ركن حسن صالح عمر محمد دين