من المتوقَّع أن تشهد ساحة الحوار الدارفوري في خلال الفترة المقبلة حراكاً واسعاً محوره الأساسي تنشيط الاتصالات بالعديد من الجهات ذات الصلة من أجل توحيد الحركات المسلحة أولاً استعدادًا للدخول معها في حوار مباشرمن أجل تسوية شاملة في دارفور وينتظر أن تلعب اللجنة السياسية المنبثقة عن السلطة الانتقالية والتي يقودها رجل الأعمال المعروف والقيادي الدارفوري صديق ودعة دورًا بارزًا في هذا الصدد مستمدًا قوة اللجنة التي باركها رئيس الجمهورية من تفويض المجتمع الدارفوري لها وفي هذه الأثناء ينظر العديد من المراقبين التي من المنتظر ان تضطلع بها «تسهيلية» للأطراف المعنية على أنها ربما تسهم إلى حد كبير في تفعيل جهود السلام مجددًا انطلاقًا من القبول الداخلي والخارجي لها.. ويأتي ذلك متسقاً مع الاجتماعات المكثفة التي عقدتها اللجنة بالخرطوم خلال الأيام الماضية.. حيث أعلن رئيس اللجنة السياسية للاتصال بحركات دارفور غير الموقِّعة على سلام الدوحة الأستاذ صديق ودعة أن اللجنة قد أجرت اتصالات غير رسمية مع شخصيات في الحركات المسلحة وشخصيات أخرى ذات صلة بالحركات لإبلاغها بقيام اللجنة وطبيعة مهمتها وهدفها في تقريب وجهات النظر بين الأطراف من أجل الوصول لسلام شامل في دارفور.. وأبان في حديث ل«الانتباهة» أن اللجنة وجدت تأييدًا وترحيباً من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير كما أجرت اتصالات بالمجتمع الدولي حيث وجدت تجاوبًا مع طبيعة مهمتها وستجري خلال هذا الأسبوع اتصالات بأعضاء البرلمان من نواب دارفور وأطراف أخرى مشيرًا إلى أن هذه الاتصالات تأتي في سياق جهود اللجنة للتبشير بمهمتها استعداداً لبدء مهامها بتنفيذ الخطة التي فرغت اللجنة من إعدادها واستغرقت زهاء الشهرين. وأبدى صديق ودعة ثقته في نجاح جهود اللجنة مراهنًا على إجماع أهل دارفور حولها على اعتبار أن الفكرة جاءت لتعبِّر عن رغبة أهل دارفور في تحقيق السلام وتستمد قوتها من المجتمع نفسه. وأكد عزم اللجنة على الاستعانة برؤى شخصيات قومية وكل ما من شأنه أن يسهم في دعم عملية السلام داخليًا وخارجيًا، ولا يرى صديق ودعة أي تعارض في التنسيق ما بين جهود الحكومة الاتحادية في سلام دارفور ووثيقة سلام الدوحة وفي أعمال اللجنة السياسية للاتصال بالحركات غير الموقعة مشيرًا إلى أنهم ملتزمون بتوجيه الرئيس في التنسيق المشترك لأن الغاية في نهاية المطاف واحدة. وفي رؤيته لفك الارتباط مع الجنوب يرى ودعة أن مشكلة إقليم دارفور ليس لها علاقة بالمنطقتين.. وأن مهمتهم أن تتوحد الحركات للدخول في سلام لحل مشكلة الإقليم، أما قضية المنطقتين فهي لا تعنيهم وقد أبلغوا المجتمع الدولي بذلك وهو يتفهم طرحهم. وأشار لتوفر فرص النجاح لاتجاه أهل دارفور بعزم ورغبة أكيدة للسلام ولأن هناك حركات ليس لها مفر إلا السلام.. وهذا يستدعي أن يقف أهل دارفور وقفة موحدة رغم صعوبة التحديات.. وذهب إلى أن السلطة الانتقالية أضافت الكثير لدارفور من ناحية الاستقرار الأمني والسياسي والاطمئنان بالرغم من أن المشكلات الاقتصادية تسببت في تعثر تنفيذ بعض البنود في الاتفاقية .. لكنه أشار إلى ما وجده التيجاني السيسي رئيس السلطة الانتقالية خلال جولته الأخيرة في أوروبا من دعم من المجتمع الدولي لإنجاح مؤتمر المانحين الذي ربَّما يمثل خطوة جيدة لدعم عملية السلام الجارية في الإقليم وتحقيق التنمية المرجوة. وأشار صديق ودعة إلى قبول واسع ورغبة حقيقية من دول الجوار كدولة تشاد ومصر وليبيا في الوصول إلى سلام شامل في دارفور.. ودعا إلى أن تُكلَّل هذه الجهود في قيام مؤتمر يمثل إضافة حقيقية لتسريع جهود السلام في الإقليم.