تأجل مؤتمر المانحين بشأن دارفور مراراً رغم الإعلان عن قيامه في كل مرة، حيث رتب له آخر مرة ليكون في ديسمبر الحالي، وتم ابتعاث المسؤولين من الحكومة وسلطة دارفور للترويج له في الدول الاوروبية لأجل إشراكهم، إلا أنه تأجل ثانية إلى شهر يناير من السنة المقبلة، دون أن يكشف النقاب عن الأسباب الحقيقية للتأجيل، ومن المطالب بالتأجيل هل الدولة المستضيفة قطر أم الدول المانحة أم الحكومة أم سلطة دارفور؟ فدول الاتحاد الأوروبى تشترط لقيام المؤتمر ونجاحه إحداث تقدم فى ثلاثة محاور على رأسها مساعدة بعثة اليونميد في التفويض الممنوح لها بحماية المدنيين، حيث لم تكشف عن الجهة التي تعرقل مهمة يونميد، فإن كانت الحكومة فما هي جريرة أهل دارفور الذين يتعشمون في السلام ليعاقبوا بذنب لم يرتكبوه، وإن كانت الحركات المسلحة فما ذنب الحكومة وكذلك اهالى دارفور، لذا يدعو مراقبون المجتمع الدولي للضغط على الطرف الذي يعرقل مسيرة سلام الإقليم.. وإن كان البعض يعتبر المانحين جزءاً من المشكل ممثلين في ألمانيا جراء ما حدث لسفارتها بالخرطوم عقب عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم، فضلاً عن اشتراط دول الاتحاد الأوربي تسهيل مهمة المنظمات الإنسانية ووكالات الأممالمتحدة لتوصيل المساعدات للمحتاجين. وتذهب تصريحات مسؤولين حكوميين إلى أن الشروط الأوروبية مردودة وتعتبر نوعاً من المماطلة السياسية ليس إلا، لكن الجانب الأهم الذى تعتبره سلطة دارفور حجر عثرة أمام المؤتمر هو عدم التزام الحكومة أو تأخرها في دفع ما يليها من المبلغ الذي يعادل «200» مليون دولار. فعقب عودة رئيس السلطة د. التيجاني السيسي من جولة أوروبية خاصة باطلاع القادة الأوروبيين على ترتيبات انعقاد المؤتمر بالدوحة بحسب تصريحاته، وصف جولته بالناجحة لانتزاعه تعهدات بالمشاركة في المؤتمر، وقال إن الجولة جاءت بتوجيهات من اللجنة العليا التي كونها الرئيس البشير، مشيراً إلى أن هناك جولات أخرى تشمل آسيا وإفريقيا ودول الخليج، فيما رأى السفير البريطاني بالخرطوم أنه يتعين على الحكومة القيام بالمزيد من الإجراءات لإصلاح الأوضاع بدارفور، مما يعني أن بريطانيا ترى أنه لا يمكن قيام مؤتمر للمانحين ما لم يحدث إصلاح على الأرض بدارفور. وفي ظل التلكؤ من بعض الدول وعدم التحمس لقيام المؤتمر رأى البعض أهمية التركيز على الدول العربية والخليج خاصة ودول أمريكا اللاتينية، سيما أن دولة العراق اقتطعت من ميزانيتها لعام 2013م نحو عشرة ملايين دولار منحةً لدارفور، وهي بمثابة رسالة صريحة لآخرين يسعون لعرقلة المؤتمر.