اعتبر رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة الطاهر الفكي أن مواقف السيد الصادق المهدي مخزية وأنه لم يساند حركته وإنما نادى بتطهيرها عند اعتدائها على أم درمان عام 2008م. وجاء تصريحه هذا في سياق تعليقه على دعوة السيد الصادق وابنته مريم لإسقاط الحكومة السودانية، وهذا هو بالطبع موقف حزب الأمة القومي الذي كان الحزب الحاكم قبل حكومة البشير ورئيس حركة العدل والمساواة ومؤسسها الراحل خليل إبراهيم كان أحد أعضاء حكومة البشير وكان أمير المجاهدين الذين جاهدوا التمرد في جنوب السودان والآن حركة خليل تنطلق من جنوب السودان لتحارب حكومة البشير وتغير على القرى والمناطق النائية في إقليمي دارفور وكردفان.. فقد طردها إدريس دبي من تشاد وسقط نظام القذافي وأوقفت حكومة جنوب السودان ضخ النفط، لذلك لا سبيل للوجست إلا بالاعتداء على القرى وممارسة النهب المسلح بقدرات تسليحية عالية مقدَّمة من «عار العرب» معمَّر القذافي. لقد قال الطاهر الفكي «إن دعوة المهدي وابنته لإسقاط النظام ما هي إلا كلمة باطل أريد بها منصب».. وهذا تقييم غير صحيح، لأن حزب الأمة الذي كان حزباً حاكماً منتخباً يسعى إلى ما يسميه استرداد الديمقراطية، ثم إن المنصب قد ناله ابنه عبدالرحمن وهو مساعد رئيس الجمهورية، ويمكن أن تجد مريم المنصب الرفيع أيضاً حتى ترتاح الحكومة من تسفارها العدواني وآخر سفر عدواني لها كان إلى لندن حيث قدَّمت هناك تقريراً لبعض المسؤولين البريطانيين عن عجز المعارضة السودانية عن إسقاط الحكومة. وإذا كانت الحركات المسلحة تعجز عن هذا وتصل إلى عمق أم درمان ولا تحقِّق هذا الهدف فماذا سيفعل بالداخل أبو عيسى والترابي وأعضاء الحزب الشيوعي؟! إن المعارضة والتمرد يراهنان على القوة الأجنبية في تغيير النظام الحاكم وهم يرونها تتدخل في أفغانستان والعراق.. تريد المعارضة والتمرد أن يلعبا دور تحالف «أصحاب الشمال» الأفغاني أيام حكم حركة طالبان الأفغانية.. لكن حسابات القوى الأجنبية هي أنها إذا أسقطت هذا النظام بأية ذريعة، فستكون قد مهّدت الطريق لقوى سياسية يمكن أن تكون أكثر تمسكاً بطبيق الشريعة الإسلامية أو أن الإسلاميين بماعونهم الواسع يمكن أن يكسبوا الانتخابات التي ستلي إسقاط الحكومة، فقد ذهب مبارك وجاء الإسلاميون بصناديق الاقتراع. والقوى الأجنبية لا يمكن أن توافق على إسقاط نظام ليحل محله آخر يمنع الحياة الديمقراطية، لذلك يمكن أن تتساءل واشنطن: هل ستعيد الحياة الديمقراطية بعد إسقاط حكومة الخرطوم نفس أصحاب هذه الحكومة؟! الإجابة نعم يا واشنطن ستعيدهم ومعهم جماعة أنصار السنة التي ينتمي إليها الشيخ محمد مصطفى عبدالقادر إضافة إلى عبدالحي يوسف وسعد أحمد سعد عدو اتفاقيات سيداو وبكين والقاهرة.. إن حسابات واشنطن لا بد أن تكون ذكية وليست سطحية مثل حسابات التمرد والمعارضة العاجزة عن إسقاط النظام كما قالت حفيدة الإمام السوداني الأعظم محمد أحمد المهدي. حركة خليل يمكن أن تنظر إلى حزب الأمة والمؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي من خلال المثل القائل :«كله عند العرب صابون».. بخلاف المثل القائل «المدردم ليس كله ليمون».. أما واشنطن فهي تسقط حكومة «طالبان» وتنظر إلى حكومة البشير ولسان حالها يقول «المدردم ليس كله ليمون». حركة خليل لماذا تستمر في التمرد حتى الآن؟! ألا تريد أن تعود بشرط منحها منصباً رفيعاً على غرار حركة جون قرنق؟! ما يجدر الإشارة إليه هنا هو أن الشعب السوداني لا يمكن أن يكون مثل الشعوب في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا فتلك حكوماتها السابقة والمتداعية الآن ليست ذكية مثل حكومة البشير وعلى ونافع ومصطفى عثمان. لا معارضة ولا تمرد ولا واشنطن.