بعد استعراض بعض التطورات السياسية والنضالية فى الطريق الى الاستقلال رأينا ان نكمل هذا الامر بإيراد بعض الوثائق الهامة لتلك الفترة من عمر الوطن، ولعله غني عن القول ان من اهم تلك الوثائق وثيقة التفاهم التى تمت بين مصر وبريطانيا فيما عُرف باتفاقية الحكم الثنائى والتى تم توقيعها فى القاهرة فى 19 يناير 1899 ووقع عن حكومة مصر رئيس النظار-رئيس الوزراء حينها- بطرس غالى وعن الحكومة البريطانية اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى بمصر. وهى تقريبًا اول اتفاقية من نوعها للحكم الثنائى. وتتكون من اثنتي عشرة مادة. ومن اهم هذه المواد المادة الثالثة التى تفوض الرئاسة العليا العسكرية والمدنية فى السودان الى موظف واحد يلقب «حاكم عموم السودان»، ويكون تعيينه بأمر عال خديوي بناء على طلب حكومة جلالة الملكة ولا يفصل من وظيفته الا بامر عال خديوى يصدر برضاء الحكومة البريطانية، وقام حاكم عموم السودان بتعيين حكومة من ثلاثة سكرتيرين قضائي واداري ومالي ومفتش عام «سلاطين باشا النمساوى الجنسية والذى تم اعفاؤه حين الحرب العالمية الأولى» وكذلك تم تعيين مديري المديريات ومفتشي المراكز وجميعهم من الانجليز، كما تم تعيين بعض المآمير من المصريين وفى فترات متأخرة تعيين بعض نواب المآمير من السودانيين وحتى مرحلة السودنة فى مطلع خمسينيات القرن العشرين. ولعل الاتفاقية الاخرى ذات الاهمية القصوى فى الطريق الى الاستقلال هى اتفاقية الحكم الذاتى التى حلت محل اتفاقية 1936 المعروفة باتفاقية صدقى بيفن.. اتفاقية الحكم الذاتى للسودان تم توقيعها بالقاهرة فى اليوم الثانى عشر من شهر فبراير 1953 والتى مهدت لقيام انتخابات 1954 وقد وقع عن حكومة مصر اللواء ا.ح. محمد نجيب وعن حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا رالف اسكراين ستيفنسون. وتتكون الاتفاقية من خمس عشرة مادة من اهمها المادة العاشرة الخاصة بقيام البرلمان وبقانون الجمعية التأسيسية والمادة الثانية عشرة الخاصة بالمهام المنوط القيام بها بواسطة الجمعية التأسيسية ان تقرر مصير السودان كوحدة لا تتجزأ وان تضع دستورًا يتواءم مع ذلك القرار كما تضع قانونًا لانتخاب برلمان سودانى دائم وان يكون تقرير المصير اما باختيار الارتباط بمصر على اى صورة او الاستقلال التام واختار السودان الاستقلال التام الذى يظهر فى الوثائق ادناه. تقدم العضو عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة من حزب الأمة بالاقتراح الآتي: «نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعاً نعلن باسم الشعب السوداني، أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة، ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فوراً» ولأهمية كتابي الاعتراف أورد نصهما فيما يلي: كتاب الاعتراف الصادر من الحكومة المصرية: السيد رئيس مجلس الوزراء حكومة السودان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إن الحكومة المصرية عملاً بنواياها جاهرت بها وبمسعاها الذي جاهدت من أجله لتحقيق الحرية لشعب السودان دولة مستقلة ذات سيادة. وقد أصدرت الحكومة المصرية تحقيقاً لهذا الإعلان المرفق كما اعتمدت نيابة السيد الأميرلاي أركان حرب عبد الفتاح حسن عنها لتقديم هذا الإعلان. ولي عظيم الشرف بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الحكومة المصرية أن أزجي إلى سيادتكم خالص التهنئة بهذا اليوم الخالد في تاريخ السودان وأن نبتهل إلى الله أن يسدد خطاه في حاضره ومستقبله. القاهرة في أول يناير 1956 جمال عبدالناصر رئيس وزراء حكومة جمهورية مصر إعلان استجابة للقرار الذي اتخذه البرلمان السوداني في 19 ديسمبر 1956م والذي أعلن أن السودان سيصبح دولة مستقلة كاملة السيادة وطلب فيه من دولتي الحكم الثنائي أن تعترفا. فإن حكومة مصر تعترف بأن السودان دولة مستقلة ذات سيادة بهذا الإعلان اعتباراً من أول يناير سنة 1956م وتأمل حكومة جمهورية مصر في الوقت الذي تعترف فيه باستقلال السودان أن تستمر حكومة السودان في رعاية الاتفاقيات التي عقدتها الإدارة الثنائية نيابة عن السودان، أواتفقتا على تطبيقها في السودان. وسيكون من دواعي سرورها، وترجو حكومة جمهورية مصر تأييد الحكومة السودانية كذلك أن تتعاون معها حكومة السودان في كل الخطوات الضرورية لتصفية الإدارة الثنائية في السودان. القاهرة في أول يناير 1956م جمال عبد الناصر رئيس وزراء حكومة جمهورية مصر السيد/ إسماعيل الأزهري رئيس وزراء السودان تسلمت حكومة المملكة المتحدة البريطانية العظمى وشمال إيرلندا قرار البرلمان السوداني الذي يعلن فيه أن السودان قد أصبح دولة مستقلة ذات سيادة والذي يطلب فيه السودان من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بذلك الإعلان. إجابة لهذا الطلب فقد خولتني حكومة المملكة المتحدة بأن أحيطكم علماً بأنها تعترف منذ تاريخ اليوم بأن السودان قد أصبح دولة حرة مستقلة ذات سيادة. وبينما تتقدم بهذا الاعتراف تثق حكومة المملكة المتحدة بأن حكومة السودان ستظل تنفذ الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمت بالنيابة عنه أو التي طبقت على السودان بواسطة دولتي الحكم الثنائي ويسرنا أن تؤكدوا بأن هذه هي نية حكومة السودان. وتأمل حكومة المملكة المتحدة أن تتعاون معها حكومة السودان فى جميع الخطوات المؤدية إلى تصفية الحكم الثنائي. ولي عظيم الشرف أن أكون مع خالص التقدير والاحترام خادم سيادتكم المطيع. أول يناير 1956- سلوين لويد وزير خارجية بريطانيا واعلنت حكومة السودان تعيين ابراهيم جبريل سفيرًا للسودان بمصر وتعيين مصر محمود سيف اليزل خليفة سفيرًا لها بالسودان كما عينت حكومة السودان محمد عثمان يس سفيرًا لدى المملكة المتحدة. ثم ماذا بعد هل تم الحفاظ عمليًا على شعار السودان للسودانيين ام تم اختراقه واين نحن من شعار الامام عبد الرحمن المهدى لا شيع ولا طوائف ولا احزاب ديننا الإسلام ووطننا السودان؟ واحسب انه لا يقصد الا السودان الكامل والدين الكامل التام الذى كمل باليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا فاين نحن من هذا؟؟؟ تساؤل!!! كتب تاريخ السودانيين في السودان ام تاريخ الاستعمار في السودان حاشية اخذت عددًا من هذه النصوص من كتاب السير هارولد ماكمايكل..السودان.. والذى قام بترجمته الاستاذ الفاضل- محمود صالح عثمان صالح فى طبعته الثانية بنشر مركز عبد الكريم ميرغني 2009 ومن الكتاب القيم العلاقات السودانية المصرية للفاضل المؤرخ الاستاذ الدكتور الفاتح الشيخ يوسف بجامعة الجزيرة 2008.. تصحيح ورد فى القال الثانى ان من الذين استشهدوا مع خليفة المهدى فى ام دبيكرات والصحيح ان الخليفة شريف والفاضل والبشرى ابنا المهدى وآخرون استشهدوا بعد ذلك فى الشكابة وجرح الإمام عبد الرحمن وهى ليست موقعة بل اقرب للاغتيال.