سيد أحمد بابكر سيد أحمد سلامة الشهير بسيد أحمد سلامة درس مراحله التعليمية الابتدائية والمتوسطة في أم درمان ثم تخرج من مدرسة الخرطوم الثانوية المصرية عام 1968، بعدها التحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم كلية الآداب لسنة واحدة فقط لكنه لم يواصل الدراسة واغترب في المملكة العربية السعودية في نهاية 1973م بدافع تحسين أوضاعه المالية يعمل حاليًا ومنذ سنوات طويلة في مجال التخليص الجمركي والنقل البري ويعتبر الأستاذ سيد أحمد سلامة أحد السودانيين الذين ظلوا يقدمون العون والخدمة الإنسانية لكل صاحب حاجة من السودانيين بالمنطقة الشرقية لذلك فهو يتولى الآن مسؤولية الأمانة الاجتماعية بالجالية السودانية بالمنطقة الشرقية وهي من الأمانات الهامة والمحورية في عمل الجاليات وهي روح الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية الإنتباهة جلست إليه عبر زاوية حصاد الغربة وطرحت عليه حزمة من القضايا والموضوعات التي تخص الجالية والمغتربين عمومًا.. ... ماذا أضافت لك الغربة؟ وماذا خصمت منك؟ أضافت لي الغربة كثيرًا جدًا من حيث العائد المادي واكتساب الخبرات والمعارف والعلاقات الاجتماعية الواسعة بفضل الله«. ولا أعتقد أن الغربة خصمت مني شيئًا ولا أحس بها لأني أحمل الوطن في داخلي أينما ذهبت. الوطن وأهلي وأحبابي الطيبون يعيشون في داخلي كل يوم. ما هي المشكلات التي تواجه المغتربين في السعودية؟ تأتي مشكلة تعليم أبناء المغتربين في المرحلة الجامعية أوالتعليم العالي عمومًا على رأس المشكلات التي يواجهونها بفعل التمييز السلبي بين الطالب السوداني المغترب والطالب السوداني المقيم داخل الوطن وهذا التمييز السلبي يدفع ثمنه الآباء المغتربون وأبناؤهم ثمنًا غاليًا جدًا، هناك أيضًا مشكلة الرعاية الصحية التي لا تتوفر لأعداد كبيرة من المغتربين أضف إلى ذلك شح فرص العمل وانخفاض الأجور مما يجعل من الصعوبة الوفاء بمتطلبات الأسرة في السعودية وفي السودان والالتزامات المتجددة نحو الدولة أمرًا بالغ الصعوبة. وهناك مشكلة قديمة متجددة لا أعتقد أن حلها صعب. لماذا لا يوجد ملحق عمالي وملحقية عمالية في السفارة السودانية في السعودية أسوة بكثير من السفارات. كل البلدان التي تستضيف السعودية أعداد كبير من مواطنيها لديها ملحقيات عمالية في سفاراتها وهذه الملحقيات تقوم بمتابعة وحل كل المشكلات التي يواجهها السودانيون هنا بالمهجربسبب العمل،وأتمنى أن أرى ملحقية عمالية في سفارتنا في الرياض.. ما هي طبيعة مهام الأمانة الاجتماعية بالجالية السودانية في المنطقة الشرقية؟ أولاً من حيث المبدأ لا توجد جالية سودانية الآن في المنطقة الشرقية بسبب انتهاء فترة تكليف الجالية القديمة وقيام لجنة تسيير لحين انتخاب إدارة جديدة للجالية، وحتى هذه اللجنة توقف عملها اتباعًا واحترامًا لأنظمة البلد المضيف، أما العمل الاجتماعي فهولا بد أن يكون عملاً جماعيًا يتعاون في أدائه الجميع ويتطلب كثيرًا جدًا من التضحية بالجهد والوقت والمال، وللأسف كثيرًا ما أجد نفسي وحيدًا وأنا أقوم بهذا العمل، هذا ليس تفاخرًا أوتضخيمًا للذات لكنها، الحقيقة التي يعرفها الجميع هنا في الشرقية حيث يتلخص العمل الاجتماعي في متابعة إدارة الوافدين حيث يُحتجز هناك السودانيون الذين سيتم ابعادهم من السعودية بسبب مخالفتهم لقوانين الاقامة كما نتابع وننسق مع السلطات السعودية ومع السفارة السودانية لاستكمال اجراءات سفرهم إلى السودان وحتى صعودهم إلى الطائرة ونكون الصلة بينهم وبين العالم خارج سجنهم. هناك أيضًا قضايا المخدرات وما أكثرها وقضايا السكر وكلها قضايا كثيرة ومعقدة فنقوم بمتابعة حالات المحتجزين حتى يتم إثبات براءتهم واخلاء سبيلهم أو إدانتهم والحكم عليهم بالسجن كما نسعى بقدر الإمكان للقضاء على التصرفات والممارسات السالبة وسط السودانيين بالتوعية والتوجيه والقول الحسن كما نأتي بعد ذلك لجانب العلاج. نحاول على قدر امكاناتنا توفير العلاج والدواء للمرضى خصوصًا في حالات الأمراض المستعصية مثل السرطان والفشل الكلوي وذلك باتصالاتنا وعلاقاتنا الشخصية وللمحسنين السعوديين والسودانيين دور كبير في ذلك ونحن ايضًا نتابع ونقوم أيضًا بكافة إجراءات تشييع ودفن الموتى في حالات الوفاة. كيف تقدم الأمانة الدعم للمغترب السوداني وكيف تقيمون المحتاجين؟ أولاً لابد من كلمة شكر للمحسنين السعوديين والسودانيين الذين يقدمون لنا العون المادي كلما لجأنا لهم بلا من ولا أذى، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم ونحن ندرس كل حالة انسانية دراسة ميدانية ولا نعتمد على المشافهة أوالورق وعلى ضوء ذلك نحدد احتياجات الأسرة أوالشخص، ونقدم لهم ما ييسره الله لنا، ونعتمد بصفة رئيسة على مساهمات المحسنين فالجالية ليست لها ميزانية لهذه الحالات وكانت تعتمد على ما يصلها من دعم من السفارة، وهوقليل متقطع لا يفي بحاجات المحتاجين. ما هو تقييمك للوضع الراهن للجالية، ماذا تتمنى أن تقدم لكم من خدمات؟ سبق أن قلت إنه لا توجد جالية الآن وأتمنى ألا تعود أبدًا وإذا عادت أتمنى ألا تعود إلا على أسس جديدة ونظيفة خالية هذه المرة من التسييس ومتصيدي الشهرة والأضواء والمتسلقين، وتهدف لخدمة السودانيين ومعالجة قضاياهم بتجرد ومسؤولية في الحلقة القادمة: * ماذا قال سلامة حول قرار إيقاف نشاط الروابط والجاليات؟ * كيف تستعيد الحكومة ثقة المغتربين؟ * قضايا أخرى«