محيي الدين حسن محيي الدين السودانيون مولعون بالقراءة.. يفضلونها على الأكل أحياناً.. فمن الطبيعي أن تطل علينا صحيفة جديدة مع بزوغ كل فجر جديد.. إصدارات يصعب معرفة أسمائها لكثرتها.. يجوز تسميتها ب «لحم الرأس» لتواضع صفحاتها وصحفييها وهزال إمكاناتها التقنية والفنية.. مع استثناء القلة منها والتي تعتبر رائدة في مهنة المتاعب.. أخطاء فادحة بالجملة في كافة الصفحات من زوايا وأعمدة وعناوين بحجم «الفيل» وتواريخ.. ينتابك الشعور بأن هذه الإصدارات لا تملك قسماً للتصحيح.. وبمحض الصدفة قابلت الأستاذ كمال حامد قبل فترة طويلة عند محطة للوقود بالخرطوم وقد عبثت ولونت بقلمي كامل الصفحة الأولى من تلك الجريدة الرياضية وسألته عن هذه الأخطاء الكبيرة والكثيرة فأجاب بأنه لا يملك مصححين!!.. أحياناً تحتاج لعدسات مكبرة للقراءة.. بقعات من الأحبار السوداء تجدها هنا وهناك ولتكن «منجماً» لمعرفة بدايات ونهايات الحروف.. هذه الإصدارات اليومية تصدر يوماً وتغيب يومين.. لتفتقر بذلك للمواصفات الدولية المتعارفة.. الأحزاب والأفراد لا تجد كبير عناء لامتلاك صحيفة «حائطية» أقصد يومية.. فالدولة متمثلة في إعلامها تشجع هذه النوعية من الصحف.. لأنها من العتاد الضروري لتبادل «الشتائم» في حروبها الباردة.. للخروج بهذه الإصدارات من هذا الدرك السحيق والنهوض بها إلى دائرة الأضواء.. يجب وضع «ضوابط» محددة كالدمج والتقليص لتظهر بصورة مشرفة ومشرقة تعوض القارئ المسكين على الأقل ثمنها المقتطع من خانة الخبز الاحتجاب..!.. وعندما يكون الاحتجاب أكثر من الظهور للكتاب يجب أن يكون التنويه لمرة واحدة.. الزميل الفلاني سيغيب لمدة شهر أو أسبوع أو يومين لظروف الإجازة أو السفر أو المرض وسيعاود الكتابة حال عودته بإذن الله وتستفيد من هذه المساحة المهدرة إعلانياً.. الشغيل المحظوظ والمفارقات..! حقاً زمن التناقضات والمفارقات العجيبة عندما يرتدي البرنس الزي الأحمر فهذا قمة التمرد وعدم الولاء والخروج من الطاعة.. وعلى النقيض يعتبر الشغيل محظوظاً بانضمامه للأزرق وانه سليم وبإمكانه اللعب ثلاثة مواسم أحسن ما يكون ما فيش حظ أكتر من كده.. ولا أحد في القبيلة الحمراء يتهم الشغيل بما لا يليق بقدر ما يتمنون له التوفيق وهذا هو الفرق بين المريخ والبقية.. أود ألا يتحول البرنس من لاعب فذ وأسطورة و«سيدا» بين عشية وضحاها إلى لاعب قزم وفاشل ومستهلك لأن دمه صار طبيعياً «أحمر».. الذين يستخدمون لغة التهديد والتشكيك في أحاديثهم وكتاباتهم ضد الثنائي وبعض الرموز المريخية الكبيرة لا يعون ما يقولون.. ولا هم بأوصياء عليهم ولماذا التباكي على الأطلال واللبن المسكوب؟! ألم يكن الثنائي قبل أيام فقط بين ظهرانيكم؟! وأنتم من فرطتم بهما وفرحتم بالتخلص منهما؟!.. وبعد أن وقع الفأس في الرأس تريدون إعادتهما مرة أخرى.. ماذا تسمون تصرفاتكم؟! أليست عين التذبذب في الرأي وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟! حكموا منطق العقل وبلاش عاطفة أكثر من اللازم... رغم مريخيتي المطلقة كتبت كثيراً عن الأزرق ما لم يكتبه الأهلة إحداها بعنوان: «الهلال هو البطل الحقيقي للبطولة» وثانية بعنوان: «وكانت ساعة النصر اكتمال الهلال».. وقمت بتغطية أخباره في أكثر من زيارة للمملكة ولم يمنعني وجود الأستاذ الشجرابي ضمن البعثة الإعلامية.