الأستاذ/ أحمد المصطفى إبراهيم حياك الله وحيا عمودك الثر المثقل بقضايا البلد المسكون بهموم أهله لا يخاف في ذلك دركاً ولا يخشى. ان كان الفشل يا أخ أحمد قد أصبح سمة العديد من المسؤلين، فإن نجاح الآخرين يجب أن يكون صفعة لأولئك الفاشلين. وأن يجد منا هذا النجاح كل ثناء وإشادة وتقدير. في زمن ما زرت مدينة بورتسودان، فكانت كغيرها من مدن البلاد كسيحة عرجاء. وزرتها الآن فوجدتها قد أصبحت زهرة المدائن وسيدة المدائن.. مدينة متخمة بالإبداع، مسكونة بالجمال، في الشوارع، الحدائق المباني والتخطيط. والأشجار فيها نضرة مخضرة مشذبة في تراسيم هندسية رائعة ومزروعة على جنبات الشوارع وفي الفواصل، والمدينة مزدانة بالحدائق العامة والمتنزهات. والشوارع وحتى الأزقة كلها مضاءة مسفلتة وناصعة ولامعة ولا حفر فيها ولا مياه راكدة. والنظافة هي سمة المدينة وشعارها الدائم بلا منازع، ولا شيء ملقى على الأرض، فسلات المهملات بألوانها الزاهية مصفوفة في كل الاماكن العامة والشوارع. ولم أر في المدينة أو أسواقها متشرداً واحداً ولا متسولاً. والكرنيش قلب المدينة النابض يمتد طولاً بضيائه وأضوائه، بمقاهيه ومطاعمه وملاعب أطفاله، ويعطر لياليه الأجانب وأهالى المدينة والسواح، تداعبهم موجات البحر وقواربه. وهكذا هي عروس البحر وثغره الباسم.. لوحة رائعة لرسام أبدع فأجاد، ومدينة يحتضنها البحر تنام على هدير أمواجه وتصحو على صافرات سفنه. وعلمت من بعض سكان المدينة أن من صاغ هذا الجمال والإبداع هو السيد/ محمد طاهر إيلا والى الولايهة الذي مازال يضفي الكثير من الجمال على المدينة.. إذن فالرجل مسكون بالجمال والإبداع، ومثقل بالإرادة والعزيمة والإصرار وأمانة المسؤولية والتفانى في العمل. ولم يبدد المال العام عبثاً وهدراً مثل الآخرين.. فلم يجعل من مرافق الدولة أبراجاً عاجية شاهقة، ولم يملأ ساحاتها بأساطيل العربات الحديثة الفارهة. فالرجل قام بتوظيف المال العام للصالح العام، حتى فاقت حاضرة ولايته حاضرة البلاد رونقاً وبهاءً وحضارة. وليتها أصبحت هي حاضرة البلاد. التحية لهذا الوالي الذي لم أره من قبل أو التقه في حياتي.. والفضل كما قيل لا يأتي من بطون جاعت ثم شبعت، لأن الشح فيها أصل.. ولكن الفضل يأتي من بطون شبعت ثم جاعت لأن الفضل فيها واصل. عقيد«م» أحمد حسن أحمد تعليق الاستفهامات: سعادة العقيد أحمد.. شكراً لك، وأضم صوتي لصوتك رغم أن آخر زياراتي لبورتسودان كانت قبل عدة سنوات.. وما رأيك أن نقترح أن يقوم الدكتور محمد طاهر إيلا بتنظيم دورة للولاة يعلمهم فيها أشياء كثيرة من بينها كيف تكون علاقتهم مع المركز؟ ويقرأ لهم بيت الشعر: والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً.