كثير من أبناء الوطن قدر الله لهم الغربة والعيش في المهجر بعيداً عن وطنهم وأهلهم، وما يترتب عليهم من ضغوط نفسية يعيشون في المهجر، وتواجههم مشكلات لا حصر لها في سبيل كسب لقمة العيش الهنية، وتوفير سبل الراحة لهم ولأبنائهم، وهناك البعض منهم اكتوى بنار الغربة ولاذ بالفرار منها شوقاً لحنين الوطن ولمة الأهل والأقارب. «نافذة المهاجر» جلسة إلى أحد المغتربين وسألته عن أهم المشكلات التي يعاني منها أبناء الوطن في المهجر. وخرجت منه بالحصيلة التالية: الصادق عبد الرحيم «أبو سمرا» مغترب منذ «21» عاماً، قال لقد قدر الله علينا كشعب أن نعيش في المهجر، ونعاني من مشكلات لا حصر لها، ولكني اختصرها في الآتي: البعد عن الوطن وما يترتب عليه من ضغوط نفسية، في كيفية تربية الأولاد في مجتمع تختلف قيمه وأعرافه وعاداته عن السودان، خاصة أن هناك جاليات لا تراعي أبناءها كما هو في السودان، واختلاط أبناء السودان بهذه الفئة يولد المشاكل للوالد والأسرة، وكم من ابن كان سبباً في سفر أسرته نهائياً، وكيفية الموازنة ما بين الراتب الشهري أو السنوي بين المغترب وأسرته الممتدة في السودان، وانقسام الأسرة بين طالب يدرس في السودان أو دول أخرى، ووجود الأب في بلد الاغتراب، وما يترتب على ذلك من مشاكل خاصة. وأن هناك دولاً، بل معظم دول الاغتراب رفضت قبول الطلبة الأجانب في جامعاتها، وتعامل السفارات مع المغتربين بجفاء وعدم الاتجاه لحل مشاكلهم، بل فرض الضرائب في التجديد والسفر خاصة عند الرجوع إلى السودان حيث يكون هناك نزاع بين المغترب وجهاز المغتربين في كيفية الدفع، خاصة عندما تكون هناك ضرائب متراكمة على المغترب، ولا يراعي ظروفه حتى لو أدى ذلك إلى عدم رجوعه لبلد الاغتراب، وشعوره أن هناك من يريد تعطيله ومحاربته في لقمة عيشه، وعند وقوع المواطن في مشكلة خاصة مع رب العمل لا يجد الحماية من القنصلية أو السفارة لأن سفاراتنا ليست لديها القوة في حماية المواطنين، خاصة وأن هناك شعوراً من الحكومة أن معظم المغتربين هم من المعارضين، وبالتالي تجاهلهم وعدم حمايتهم، وهناك جوازات كثيرة في السفارات قد هرب المواطن من الكفيل أو الجهة التي يعمل معها، ولم تحاول السفارات معرفة السبب في حين أن معظم سفارات الدول لها محامون مختصون وأقسام خاصة لبحث مشاكل المواطن، وعدم وجود برامج تطبيقية لرجوع المواطن خاصة وأن هناك كوادر مؤهلة يمكن الاستفادة منها، ومشكلة العنوسة لدى فتيات المغتربين لأن الذين في الداخل «داخل السودان» خاصة الرجال، يخافون من الزواج ببنت المغترب لعدم القدرة على تعايشها مع واقع السودان، أو لعدم معرفتها التامة بعادات وتقاليد السودان، وعدم توفر مدارس للسودانيين تحمل نفس مقررات السودان إلا في المدن الكبيرة، وهذه المدارس تجد المضايقة من الجهات المخولة لعدم السماح لها بمزاولة النشاط، ويرجع ذلك لعدم وجود قوانين تسمح بذلك خاصة في الدول العربية، إضافة إلى النسبة التي تخصم من الشهادات العربية والأجنبية عند مقارنتها مع الشهادة السودانية، مما يضعف المنافسة للطالب المغترب، والدبلوماسية السودانية لا تمارس بحرية كاملة مما يجعل المواطن يخضع ويهين نفسه لأنه لا يوجد من يحميه، وإذا رجع إلى وطنه تتم مساءلته وعقابه بوجوده في تلك الدول..