سمر شريف محمد طه خريجة جامعة النيلين بكالاريوس نظم معلومات محاسبية وموظفة بالشركة الوطنية للخدمات الجوية ناس بالمملكة العربية السعودية التقيناها عبر دردشة قصيرة عن طريق موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك وخرجنا منها بحصيلة وافرة عن تجربتها لحصاد الغربة: - الغربة ماذا تعني لك؟؟ البعد عن الوطن الطيبة والكرم البعد عن الأقارب ولكن هي الظروف والحمد لله. - متى كانت آخر زيارة للسودان؟ منذ العام 2007 وحتى الآن لم أستطع زيارة السودان وأشتاق لوطني الصغير جزيرة صاي بالولاية الشمالية ولكن هي ظروف العمل في كل مرة تقف عائقاً أمامي ومنظر جلسة الأسرة الكبيرة في الحوش عند شاي المغربية لم يغادر مخيلتي. - الجاليات السودانية ونشاطاتها في المهجر؟ تتعدد أنشطة الجاليات السودانية منها ما يختص بالجوانب الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية بالجملة تأخذ الجوانب الاجتماعية حيزًا كبيرًا من تلك الأنشطة والتي تتمثل في اللقاءات الاجتماعية في مناسبات الأعياد حيث تجتمع الأسر في الحدائق العامة والمنترهات والاستراحات ويتبادلون الأحاديث والذكريات الجميلة التي تركوها وراءهم في السودان، علاوة على الشؤون الأسرية العامة التي تهم حياة المغتربين المادية والاجتماعية وغيرها. أيضا هناك الجوانب الثقافية التي تكون بين الحين والآخر في شكل محاضرات وندوات ثقافية تتناول حياة الشعراء وكتاب القصة السودانيين في مختلف الحقب التاريخية بالإضافة إلى الأنشطة التي تقوم بها الروابط المختلفة الموجودة في المدن السعودية المختلفة. - ما مدى تفاعلكم مع القضايا الوطنية في دول المهجر؟ تتفاعل الجاليات السودانية مع القضايا الوطنية بشكك كبير خصوصاً أنهم يتأثرون سلباً أو إيجاباً مع التطورات الجارية في السودان ولا يمكننا أن نعزل هموم المغتربين عن هموم أهلهم في السودان بأي شكل من الأشكال فهم أي المغتربين يتابعون كل ما يحدث في بلادهم بشكل يومي خصوصا مع توفر وسائل الاتصال السهلة والسريعة عبر الجوالات وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة. - متابعتك للفضائيات السودانية؟ أحرص على متابعة قناة النيل الأزرق وخاصة برنامج «مساء جديد» وأيضاً برنامج «بيتنا» بالفضائية السودانية وأتابع الأحداث السياسية الجارية في الوطن من خلال القنوات الأخرى التي تنقل حقيقة ما يجري هناك مثل المحاولة التخريبية الأخيرة. - رأيك في جهاز المغتربين؟ نعتقد نحن المغتربين أن هذا الجهاز لا يخدم المغترب في شيء والصلة الوحيدة التي تربط المغترب بالجهاز هي اللجوء القسري إليه لتجديد الجواز أو التأشيرات مقابل تسديد المساهمات المختلفة مثل الضرائب والزكاة وغيرها من الرسوم التي درج المغترب على إيفائها قسرا وليس طواعية.. وإجمالاً لا نرى أي خدمة تمس حياة المغترب يقدمها الجهاز إليه. - السفارة السودانية؟ لا نبالغ إن قلنا إن السفارة السودانية لا تختلف عن جهاز المغتربين كثيرًا، ومع ذلك توجد بعض الخدمات المقدمة للمغتربين من قبل السفارة مثل الخدمات التعليمية عبر ربط أبناء المغتربين بالجامعات السودانية وتهيئة أماكن لامتحانات الشهادة السودانية والإعلان عن نتائجها وفتح قبول الجامعات والدرجات المؤهلة للالتحاق بتلك الجامعات والمعاهد العليا أيضا تقوم السفارة بخدمات جليلة فيما يخص التسهيلات المقدمة عند وفاة المقيمين السودانيين في المهجر أو في إتمام عقود الزواج في السفارة أو القنصليات المعتمدة. - علاقة السودانيين مع بعضهم بالخارج؟ نعتقد أن علاقة السودانيين مع بعضهم البعض علاقة جيدة بشكل عام، ونجزم أن مثل هذه العلاقة لا توجد بين الجاليات الموجودة في أرض المهجر، فالسودانيون يجتمعون في الأفراح والأتراح والمناسبات المختلفة بطريقة يحسدهم عليها الآخرون من الجاليات الأخرى. - بماذا تنصحين كل من يفكر في الاغتراب؟ النصيحة التي نرسلها لمن يفكر في الاغتراب هي التأهيل والتدريب قبل أن يأتي إلى دول المهجر، خصوصا في الآونة الأخيرة، حيث إن الجاليات الأخرى يتفوقون علينا كثيرا بالخبرة والمثابرة والانضباط وعدم الشكوى وحتى في طريقة اللبس والمظهر ومهارة التعامل مع الآخرين. - هل تقومون بعكس الثقافة السودانية في المهجر؟ الثقافة السودانية دائما موجودة في بلاد المهجر متمثلة في روابطنا وتجمعاتنا ومناسبات الأفراج والأتراج وأنشطتنا الثقافية والتراثية والأدبية والإعلامية وملابسنا المميزة بل في سحناتنا وأشكالنا وألواننا وتعاملنا الراقي مع كل أطياف المجتمع الذي نعيش فيه ونحافظ على عاداتنا وتقاليدنا إلى حد كبير، وكما أسلفنا القول فهي تتمثل في الأنشطة الاجتماعية التي تقوم بها الجاليات السودانية بالخارج ولكن حصل قدر من التآكل في هذه التقاليد بفضل احتكاكنا وتعاملنا مع الجنسيات الأخرى واختلاف نمط الحياة في هذه البلدان. - ما هي المشكلات التي تواجه السودانيين بالخارج؟ هناك الكثير من المشكلات التي بدأت تطلُّ على حياة المغتربين منها الجانب المادي مثل تراجع المرتبات مع تصاعد أسعار السلع والخدمات والرسوم التصاعدية المفروضة على المغترب علاوة على تآكل المدخرات بسبب التضخم وتصاعد مسؤوليات المغترب مع اتساع العائلة في دول المهجر ودخول الأبناء والبنات المراحل الدراسية المختلفة والجامعات، ولا ننسى في هذا الجانب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان وانعكاساته على حياة المغترب الذي غالباً ما يكون مسؤولاً مسؤولية مباشرة على اسرته بالوطن وبالتالي ازدياد الضغوط عليه لا شك أن المغترب يواجه تغيرًا اجتماعياً كبيرًا في نمط الحياة الذي لم يكن مألوفاً لديه في السودان حيث العيش في الشقق السكنية الضيقة ومحدودية الحركة لديه أو لأولاده مما ينعكس سلباً على نمط التفكير والسلوك والمستوى التعليمي في نهاية الأمر. - كلمة أخيرة ؟ ختاماً أشكر صحيفتكم الغراء على هذه الاستضافة الجميلة وأشكر القائمين على صفحة نافذة المهاجر التي تسعى للبحث والتنقيب عن مشكلات وهموم المغتربين وحلها إن أمكن ذلك وأتمنى أن أوفق في زيارة وطني العزيز في أقرب فرصة تتاح لي وأخيراً خالص الأمنيات بالتوفيق والسداد من عند المولى عز وجل.