جمع بين الموهبة الرياضية والأخلاق الرفيعة والذوق وتعامله مع حياته الكروية والاجتماعية ونجح من خلاله في تحقيق أكثر أهدافه فقد حاول كثيرون تقليده ولكن لا يكون بنفس النكهة والجودة مثلها مثل المنتجات المقلدة، التقيناه ليحدثنا عن تداخل هذه القيم وتأثيرها على مسيرة غربته فأفادنا بالتالي: ٭٭ حدثنا عن مسيرة حياتك؟ اسمي محمد خير أبو زيد من مواليد (ناوا) بالولاية الشمالية وهي جزيرة جميلة تحفها الخضرة والنخيل والنيل ونحن نستمتع بجماله وجريانه إلى الشمال وأنا من أسرة متوسطة الحال وفي صغري كنت طفلاً مشاغبًا بالمدرسة الابتدائية بالشمالية وتخرجت من معهد البريد والبرق وعملت بمصلحة البريد في السودان. ٭٭ متى بدأت رحلة الاغتراب؟ اغتربت كحكم متعاقد في كرة القدم بعد خبرة طويلة في ميادين العاصمة المثلثة المختلفة من الروابط الرياضية وأندية الدرجة الثانية في العاصمة وكافة الأندية في الدرجات المختلفة وحتى بقية الدرجات وأدرت العديد من المباريات خارج العاصمة وخصوصًا اتحاد الكرة بالكاملين الجميلة ولنا ذكريات جميلة بها مع أصدقاء أعزاء فأهل الكاملين طيبين وأهل كرم فياض وكان لنا شرف المساهمة في الدرجات الأولى والثانية والثالثة. ٭٭ مع من شاركت في التحكيم في السودان؟ من الحكام الدوليين أحمد قنديل والحاج هاشم وعبيد إبراهيم وكمال بدوي والنعيم سليمان والحاج يوسف ويوسف محمد وعثمان أحمد البشير وعبد الرحيم إبراهيم والسر محمد علي والطاهر محمد عثمان وبابكر عبد الله وفيصل الحكيم وبقية العقد الفريد، وزاملت أول امرأة حكم على مستوى قارة إفريقيا الحكم منيرة رمضان رائدة من رواد المريخ وكانت لاعبة كرة سلة وأول امرأة تحصلت على شهادة تحكيم من اتحاد الكرة السوداني في التحكيم وكان ذلك عام (1976م). ٭٭ ما هي أبرز إسهاماتكم في الجانب الرياضي؟ ساهمنا في تكوين اتحاد الكرة العيلفون وكذلك في تكوين اتحاد الكرة بجبل أولياء وطابت لنا بوطننا الثاني المملكة العربية السعودية وشاركت في كثير من المباريات القوية وأذكر منها الاتحاد والوحدة والاتفاق والنصر وشاركت بالقصيم وحائل والمنطقة الشرقية والمدينة المنورة وعاصرت الحكام عبد الله الناصر وفلاج الشنار والجعيد ومحمد الطريفي والدهام وكل الكوكبة الجميلة من الحكام الذين عملوا في تلك الفترة كما ساهمت بالمشاركة الفعلية في الدورات الداخلية دورة الكعكي الرمضانية ودورة دله الرياضية(ART) ودورة الأمن العام ودورة الشؤون الصحية ودور الروضة الرياضية وهو عمل موثق والحمد لله. ٭٭ هل كانت لكم بصمات في تفعيل النشاط الرياضي بالمملكة؟ في منتصف السبعينيات قررنا وبعض من مجموعة اللاعبين والحكام ومنهم الإخوان أمير أحمد كباشي ومحسن العطا وبحر آدم ومحمد نصر حاكم والحكم أحمد الديب وآخرين في تنظيم نشاط تحت مظلة القنصلية السودانية وشجعنا على ذلك القنصل العام في ذلك الزمان السفير محمد جعفر عبد الكريم.. ٭٭ كيف تنظر للنشاط الرياضي في السودان الآن وفي السابق؟ النشاط الرياضي في السابق كان يجمع كافة ألوان الطيف السوداني وإن طال بك الزمن ولم تقابل شخص ما فسوف تلتقيه في التجمعات الرياضية وكنا نجتمع على كلمة واحدة ولمصلحة الوطن والمواطن السوداني ونحل كل المشكلات ونساعد أبناءنا اللاعبين سواء باللعب في الخليج أو السودان،أما الآن فالوضع يحتاج إلى علاج وتأهيل من جديد ليحقق حياة أفضل. ٭٭ ما هي رؤيتك لتطوير الكرة السودانية؟ ضرورة الاهتمام بالمدارس السنية فهي المخرج الوحيد لتطوير الكرة السودانية والمسألة تحتاج لاهتمام ودعم وتخطيط الدولة والشركات والبيوت التجارية عليها الاهتمام بإنشاء المدارس السنية ورعايتها مع استجلاب محترفين على مستوى يفيد الكرة السودانية والمواهب موجودة وتحتاج للرعاية وتأهيل الإستادات الرياضية وتوفير المعدات الرياضية وعقد الدورات التدريبية لتأهيل المدربين والحكام. ٭٭ ماذا قدمت لكم الدولة من محفزات للعودة والاستقرار؟ أرجو من الدولة أن ترد الجميل للمغترب بمنحه إعفاء لسيارة وأثاثات منزلية بعد الفترة الطويلة التي أمضاها بالمهجر وأيضًا تعليم الأبناء في الجامعات ومساواتهم من ناحية الرسوم والشهادة بالطلبة في الداخل فكلهم سودانيون وكلهم أجيال المستقبل الذين يعول عليهم السودان في المحافل لتنمية وتطوير البلد والطالب المغترب يحتاج لرعاية خاصة وتحفيز كونه عاش بعيدًا عن أحضان الوطن وحرمانه من إحساس الوطن وذوي القربى.. ٭٭ رسالة أخيرة لمن توجهها؟ أتمنى أن تتكون الجالية السودانية ويتم لم الشمل وتلتئم الجروح والمثل يقول (اليد الواحدة ما بتصفق) وفي الختام أشكر صحيفة (الإنتباهة) التي أتاحت لنا هذه السانحة.