*فى النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي وبعد اعتماد الاتحاد المحلي لكرة القدم بمدينة 24 القرشي بالجزيرة (الخضراء) تلك المدينة التى كانت تعج بالنشاط الرياضي والثقافي أذكر أن القائمين على أمر الاتحاد فى ذلك الوقت وهم قامات فى مجال العمل الاداري الرياضي الاستاذ مبارك الماحي يوسف والاستاذ صالح النور والاستاذ عثمان مالك وبقية الكوكبة قد بدأوا بعد أن تم اكمال بناء الاستاد بتاهيل الحكام، وبما أن مدني عاصمة الجزيرة كان بها عمالقة فى مجال التحكيم اتجهوا لها ولم تخذلهم فقدمت لهم محاضرين كبيرين هما المرحوم الدولي محمد عبدالسلام وعبدالعظيم شنكل وبالفعل جاء الثنائي الى 24 القرشي وعلى ايديهم تم تأهيل عدد مقدر من الحكام ومعظمهم من الموظفين والاساتذة بالمدارس وفى مجال التدريب حضر الى المدينة الخبيران سعد الطيب وسيد سليم وهكذا كانت مدني قائدة ومعلمة وملهمة ليس لمدن وقرى الجزيرة فحسب بل لكل السودان. وحقيقة بحكم أنني نشأت وترعرعت بالجزيرة الخضراء( 24 القرشي ومدني ) تابعت وشاهدت العمالقة فى المجال الرياضي ومن ثم زاملت بعض اللاعبين الافذاذ سواء فى الدورات المدرسية او بالاندية لذلك عندما أرى مدني حاليا اتحسر لانها تدهورت كثيرا وماعادت تفرخ المبدعين كما السابق . ما ساقني لهذا الحديث هوماسطره قلم الحكم الدولي المتقاعد احمد الماظ عن مدينة مدني وعلى وجه الخصوص حال التحكيم فيها والذى اورده فى المساحة التالية : *ما علم من الرياضة بالضرورة وفهم منها بالقريحة أن لمدينة ودمدني فى دم كل رياضي بهذا البلد المعطاء يد سلفت ودين مستحق . فقد كانت هذه المدينة ( ومازالت وستظل ) مصنعا للكوادر والقيادات الرياضية من اداريين ومدربين ولاعبين وحكام أثروا الساحة الرياضية فنا جميلا وعطاء راقيا وابداعا لا ينسى الى أن يرث الله الارض ومن عليها أسماء فى حياتنا . *عانت هذه المدينة كغيرها من المدن الاخرى من أمراض الصراعات المتوارثة والمصنوعة بفعل الاتحادات احيانا وبايدي الحكام انفسهم تارة أخرى فكان النتاج ضياع واعاقة تقدم وطن فى مجال التحكيم فلأعوام قليلة خلت كانت مدني تضم ثمانية حكام دوليين فى كرة القدم يعتبرون أعظم من حمل صافرة بالسودان والقارة الافريقية ، الاستاذ عابدين عبدالرحمن أحد اول اربعة نالوا الشارة الدولية من السودان مع عبيد ابراهيم وعبدالرحمن الصديق ويوسف محمد ثم الاستاذ المرحوم محمد عبدالسلام الذى شارك فى نهائيات الامم الافريقية بالمغرب واولاد شنكل بابكر ومصطفى وعبدالعظيم ثم الاستاذ حسن حماد الاديب الاريب ورفيق دربه ابراهيم آدم والاستاذ احمد التجاني *المتأمل الآن يرى ماصار اليه الحال الذى لم يتصوره أكثر الناس تشاؤما اذ لا تضم هذه المدينة اليوم وبعد هذا التاريخ العريض أي حكم دولي (ساحة أو مساعد) وأعتقد أن اتحاد الكرة قد فطن الى خطورة الامر وجعل المصلحة العامة تطغى على الخلافات الشخصية وضغائن الانتخابات ذلك بتعيين الاستاذ حسين حماد رئيسا للجنة التحكيم المحلية والاستاذ ابراهيم آدم سكرتيرا والاستاذ محمد المبارك امينا للمال وبهذا يكون الاتحاد قد وضع اول بارقة أمل لعودة العافية لجسد التحكيم ليس فى مدني فحسب بل للسودان قاطبة ، ذلك بالنظر الى ثقل مدني وهنا اسوق التهنئة للجنة التحكيم الجديدة والتى نثق بامكاناتها وقدراتها الفنية والشكر لاتحاد الكرة بمدينة ودمدني .