بسم الله نبدأ في هذه الزاوية الجديدة «السلَعْلَع»، والسلعلع هو نبات متسلق لا يوجد إلا ملتصقاً ومتسلقاً أشجار «الطُنْدُب أو السروب»، ولا يوجد في هذه الدنيا أمرَّ من السلعلع إطلاقاً، لكن بعض الدراسات النباتية أكدت أن الأوضاع المعيشية في السودان أصبحت أشد مرارة من السَّلَعْلَع، ورغم أنه مُرُّ المذاق إلى درجة لا يحتملها بشر على وجه الأرض، إلا أن «مرارته» لا«تنفقع» أبداً وبأي حال من الأحوال إلا إذا جِيءَ به واستمع إلى مسؤول سوداني عقب كارثة ما حلت بالبلد، وهو يصرح للإعلام عن الكارثة ولا يعلم عنها أي شيء.. والسَّلَعْلَع الذي اخترناه عنوانا لاسم هذه الزاوية أردنا أن نقدمه لأي مسؤول «يخرمج» إنْ شاءَ مضغه وإنْ شاء تركه، المهم أن نقدمه له للتقليل من آثار صدمة «الخرمجة» على المواطن المسكين الذي يُفرض عليه أحياناً الاستماع إليها، ونحن أصلاً ليست لدينا صلاحيات تجعلنا نلزم المسؤول بأن يمْضُغْ أو يلوك السَّلَعْلَع، لكن بإمكان أصغر مسؤول أن يجعلنا «نلوك» الصبر شفتو الحكاية دي كيف لكننا لا نملك إلا أن نكتب رضيَ من رضيَ و «جاط» من «جاط»، سنكتب بجرأة لأننا لم نشرب من إبريق «الشيخ» ولم نصل خلف «الإمام» ولم نأكل من «بلح وفول» المؤتمر الوطني، ولم نُدخِل يدنا في «الفتة الساخنة أو الباردة» ولم نستمع إلى «الخطيب»، هكذا نحن أحراركما ولدتنا أمهاتنا، لأجل الوطن فقط سنمضُغ السَّلَعْلَع، ونلوك الصبر شريطة أن تحدثنا بذلك نفوسنا فقط، لا أن يطلب منا ذلك مردة النفاق السياسي وأباطردة الفساد الأخلاقي.