الأحداث التى جرت في ظرف الثلاثة أعوام الماضية تحتاج الى مخرج طليعي ليقوم بإخراجها في مسلسل إذاعي أو تلفيزيونى يفوق مسلسل دلاس أو بيتون بليس أو ليالي الحلمية أو مهند ونور التركي. ففي ذات يوم من الايام جاءت الى مبنى الادارة باحدى الجامعات فتاة حسناء تسأل عن أوراق للتقديم للجامعة وقد كان ذلك كافيًا لأن يجعل السيد كمبة العاشق يهرع اليها ويقدم خدماته بالمجان طالما أنه طالب بتلك الجامعة ويعرف الكثير عن مكاتبها وموظفيها . ثم أخذ السيد كمبة يدخل مكتبًا ويخرج منه الى مكتب آخر واستمرت هذه العملية «كان ساعة كان أربعة ساعات الا ربع» و اخيراً عاد وهو يحمل تلك الأوراق ومعها معلومات كافية عن طريقة ملئها. و ذهبت الفتاة والسيد كمبة مسرور جدًا لأنه على الاقل أصبح ممن يطلق عليهم مدرج العاطلة بدلاً من مدرج الآداب. كما أنه ضمن لنفسه نوعًا من العلافة بعد أن كان كماً مهملاً. ووجد أن هذه انجح الوسائل للتعرف على الزميلات واستدامة العلاقة. والعملية كلها أن ينصب شراكه أمام مكتب القبول وبذلك يضمن عددًا لا بأس به من المقبولات الجدد كمعارف وخلطات. وعندما تم قبول الزميلة «اياها» بكلية الآداب كان السيد كمبة يدرس بالسنة الثانية ونشأت علاقة بينهما يصر كمبة من جانبه أن يصفها: تصور أول مرة أشعر بالشعور دا يا سلام يا دوبك الواحد شاعر إنو عايش وكدا. وبعدين يا أخي الحياة بدون حب فايدتها شنو؟ ويسأله صاحبه: بس إنت ما قاعد تصرح بحاجة زي دي.. لأنك بتقول دائماً ما قاعد تؤمن بالحكايات دي.. أيوا بس البت الأخيرة دي.. أنا لأول مرة أشعر معاها بشعور زي دا.. كمبة وجد أن روتين حياته الجامعية قد تكسر.. وأطلت على حياته قادمة جديدة يستحق الشخص أن يكتب عنها قصائد وقصائد وأن يساهر الليالي مع الفيس بوك وهو في عشرة شات وونسات. ولكن هو يسبقها بسنة دراسية والأمور في نظره لا تستقيم مع هذا الفارق. وهو لا يضمن أن يستحوذ عليها من هو معها في قاعة المحاضرات ولكي يدل لها على أنه جاد في موضوعه فقد قرر أن يفاتحها في الأمر. وتعرفي يا سوسو... أنا دلوقت في سنة تانية وإنتي يا دوبك برلومة.. وتحتد سوسو في ردها: يعني إنتو حاقرين بالبرالمة بشكل.. لا ما تفهميني غلط.. أصلها القصة من بدري.. والناس كلها بتهظر مع البرالمة.. بعدين إنتو ذاتكم بعد سنة هتهظروا مع البرالمة الجدد. ما خلاص كل ناس.. بحقروا بالتانيين. لا .. هي مش عملية حقارة.. هي يعني نوع من الهظار قلت ليكي. وتتضايق سوسو فتتساءل: وطيب إنت عايز تقول شنو؟ ويجيب كمبة: أنا قصدي إننا يا ريت لو كنا سوا في فصل على الأقل كنا بنتعاون سوا والعلاقة بيناتنا بتكون أقوى. هسع العلاقة بيناتنا علاقة جميلة وقوية. ويجادل كمبة: بس حنظل نسك بعض لحدي ما نتخرج.. وأنا أصلوا ما عايز حاجة تفرقنا من بعض. عشان كدا أنا قررت أجمد السنة دي.. لحدي ما أنتي تحصليني في السنة الجاية. وتندهش سوسو لذلك القرار ويتأكد لها فعلاً أن كمبة جاد في علاقته بها. ولكن أن يجمد سنة كاملة من أجلها فهذه تضحية لا تعادلها تضحية. صحيح أن الذين أعجبوا بها لم يتعد حدود إعجابهم الإطراء والمجاملة لكن هذه أول مرة يجمد طالب سنة دراسية ليبقى مع من يحب في فصل دراسي واحد. السنة التي انصرمت قضاها كمبة في الكفتريا وفي البلياردو وبالليل «شاتاً شات» مع سوسو.. وعندما عاد الطلبة والطالبات للفصل الدراسي الأول كان كمبة يحجز مقعده ويحجز لسوسو مقعداً مجاوراً وهذا بالضبط ما قصده عندما أراد أن يرافق سوسو في قاعة المحاضرات. فالأمور كلها واضحة أمامه. مضى العام على خير الوجوه وانقضى الفصل الأول والفصل الثاني وأطلت الامتحانات وكعادة الطلبة ازدحموا على المكتبات لشراء المذكرات والملزمات فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يضاير بها المجتمع الجامعي أموره. فالناس لا يستذكرون دروسهم إلا في نهاية العام. وكل الطلاب مبسوطون من الجامعة ومن الجو الجامعي .. فقط لو أزيلت منها الامتحانات وبعضهم ينادي بتحرير الجامعة من عبودية الامتحانات. اليوم المحدد لإعلان النتائج كان يوماً مشهوداً. فقد ظهرت جميع النتائج بعد أن أقرتها مجالس الجامعة. وتبوأت سوسو قائمة الشرف... ولكن الذي لم يكن في الحسبان هو أن كمبة لم يتحصل على معدل ينقله للسنة الثالثة بل جاء القرار بأن يبقى في السنة الثانية حتى يرفع معدله التراكمي. الأيام الأولى قضتها سوسو تواسي كمبة الذي ضحّى من أجلها.. ولكن الذي لم يفهمه كمبة لماذا جاءت سوسو لتقول له: أوعاك يا كمبة .. تتعقد وتفتكر الحكاية بيرسونال.. بس أنا ما بقدر أرتبط لي بي زول وراي في الجامعة وكدا.